لو كان رئيس الجمهورية يريد الإصلاحات فعلا.. ويريد أن يخرج البلاد من الأزمة التي تتخبط فيها لقام بدعوة السيد أحمد بن بيتور وكلّفه بإصلاح الدستور وإعداد حزمة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية للبلاد.. لأن الرجل هو الوحيد الذي يملك في الساحة تصورا قريبا من القراء الصحيحة لما ينبغي أن تكون عليه عملية إصلاح البلد. الرجل عنده تصور سليم للوضع الاقتصادي، وعنده تصور مقبول إلى حد ما للوضع السياسي وما ينبغي أن تكون عليه المؤسسات الدستورية للبلاد. بعضهم يشبّه بن بيتور بأنه ''برادعي الجزائر'' ولكن الحقيقة أنه أكثر السياسيين والتقنيين فهما لما ينبغي أن ينجز في البلاد بعد مرحلة ما بعد الإرهاب. فضلا عن أن بن بيتور يتمتع بنظافة وكفاءة مشهود له بهما. الرجل يريد وضع كل مؤسسات الدولة تحت سلطان المساءلة من طرف ممثلي الشعب المنتخبين.. تطبيقا لمبدأ: ''السيادة ملك للشعب ويمارسها عن طريق ممثليه''.! الرجل يملك أيضا برنامجا اقتصاديا جوهره حسن استخدام المال العام بواسطة حسن استخدام الثروة البشرية. بعض الناس أعابوا على بن بيتور دخوله السباق الرئاسي حتى قبل أن يعلن الرئيس عن عدم ترشحه.. وهذا يعني في نظرهم أنه يقبل بأن يكون أرنبا في الرئاسيات القادمة لو ترشح الرئيس.. لأنه لا يعقل أن يترشح بوتفليقة لعهدة رابعة ولا يفوز بها.! وفي هذه الحالة لن يكون بن بيتور سوى أرنبا بحجم أسد.! شخصيا لا أرى في خروج بن بيتور المبكر في موضوع الترشح للرئاسيات قلة دراية سياسية منه.. بل بالعكس من ذلك.. الرجل كسر الاعتقاد السائد عند الجزائريين بأن الرئيس هو آخر من يعلن ترشحه.. ولهذا يبقى الناس بجانب الهواتف ينتظرون من يعينّ الرؤساء هتف لهم.! والمرحلة القادمة يجب أن تكون مخالفة تماما لهذا الاعتقاد السائد حتى الآن كي يقبلها الشعب، فقد تكون القضية مطابقة للمقولة: فوضى الجزائر المستقلة بدأت بأحمد وتنتهي بأحمد.! بن بيتور يملك برنامجا اقتصاديا.. وبرنامجا سياسيا ولا يملك حزبا، ولعل هذا ما يريده الجزائريون.. وبرنامج بن بيتور أحسن حتى من برنامج الرئيس الحالي.. لأنه يعتمد موضوع بناء مؤسسات الدولة وليس إلغائها.! بقي فقط أن تكون لسي أحمد الشجاعة الكافية ويضيف لبرنامجه السياسي الاقتصادي المؤسسات المعتمدة على المسألة في كل شيء.. أن يضيف إخضاع مؤسسة الجيش والأمن إلى المساءلة المدنية من طرف المؤسسات الدستورية المنتخبة. بن بيتور خرج باكرا ويحمل برنامجا واعدا ولمصلحة الجيش والرئاسة والشعب والبلد.. والأحزاب أن يصل فقد يكون أردوغان أو مخاتير الجزائر.