برنامجه يحتوى على سبعة محاور أهمها “عفا الله عما سلف في مكافحة الفساد" رفيق شلغوم أعلن رئيس الحكومة الأسبق، الدكتور أحمد بن بيتور، ترشحه رسميا، لرئاسيات 2014، معتبرا ذلك “مسؤولية وطنية". وقال إنه يحوز برنامجا ثريا للنهوض بالجزائر عنوانه “جزائر السلم والعدل والرفاهية". وأكد أول رئيس حكومة في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إنه عازم على الترشح “حتى ولو ترشح بوتفليقة لعهدة جديدة"، ومبرره في ذلك “أن الأوضاع تغيرت"، من دون أن يعطي تفسيرات إضافية عما يقصده بتغير الأوضاع. فيما أعطى حالة واحدة يمكنه فيها سحب ترشحه من السباق إلى الرئاسة وهي ترشح شخص آخر “يتمتع بالكفاءة والنزاهة وسيكون محل إجماع". وباعتباره مصنفا بين التكنوقراطيين، فقد انتقد بن بيتور الحديث عن عدم قدرة التكنوقراط على إدارة الأمور السياسية، وهاجم السياسيين الذين ينتقدون ترشح التكنوقراط للانتخابات الرئاسية، بقوله إن من يقول بهذا الرأي هو “فاقد للكفاءة"، لأن العصر الذي نعيشه “يفرض على الرجل السياسي أن يتحكم في التقنية". بن بيتور الذي وصف برنامجه الانتخابي ب«المنقذ للدولة المميعة"، استفاض في حديثه في منتدى يومية “المؤشر" بقسنطينة، في شرح هذا البرنامج، الذي قال إنه يتوزع على “سبعة محاور أساسية ويسعى لتنفيذه في خمس سنوات"، وهدفه تحقيق أسس وطنية دائمة ومستدامة متقاسمة للرفاهية. ويتلخص البرنامج في سبع نقاط هي إعادة بناء تأهيل الدولة وذلك بإصلاح الإدارة وكذا إصلاح العدالة وعصرنة المؤسسة العسكرية وتحديد مذهب للجيش وإعادة بناء المدرسة وكذا إعادة بناء الاقتصاد، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار للكفاءات والتحكم في الرقمنة. بينما المحور الأخير هو تحسين التصرف الفردي والجماعي وذلك يعني حسب رئيس الحكومة الأسبق “مكافحة الفساد"، لكن لا يعني، حسبه، محاسبة الأفراد بل يعني اتباع سياسة عفا الله عما سلف، ووضع برنامج سياسي جديد للمجتمع. حديث بن بيتور لم يقتصر على البرنامج الانتخابي ورغبته في خلافة بوتفليقة، حيث تناول بالنقد الحاد الوضع السياسي العام، معتبرا أن الأحزاب السياسية التي تنشط حاليا في الساحة “مفلسة"، متسائلا كيف لأحزاب ولدت قبل الانتخابات بثلاثة أو أربعة أسابيع أن تحضر قوائم وتدخل بها الانتخابات في هذا الظرف القياسي. وبرأي بن بيتور، فإن الحل يكمن في “التحالف السياسي"، لكن هذا لا يعني الاندماج. أول مرشح رسمي وبهذا الإعلان يصبح أحمد بن بيتور أول شخصية وطنية تعلن رسميا دخولها السباق الرئاسي، على الرغم من أن هذا الموعد ما يزال بعيدا نسبيا (17 شهرا تقريبا)، لكن يبدو أن الرجل أراد أن يستجلب الأنظار قبل غيره، على الرغم من أن موقفه قد يثير علامات استفهام، يتعلق أغلبها بالتوقيت، حيث جرت العادة أن يتريث “كبار المترشحين" إلى آخر اللحظات الممكنة قبل الكشف عن مواقفهم، سواء بالمشاركة أو بالاعتراض والمقاطعة، لأن “السوسبانس" له معانيه القوية في العملية السياسية، فهل إعلان السيد بن بيتور المبكر مرده إلى شخصيته “العفوية" التي لا تلقي بالا للتعقيدات والمناورات، أم أن في الأمر رسائل ودلالات سيكشفها المستقبل..؟