اعتبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن التسليم بأن الإمكانيات الطبيعية التي تمتلكها الجزائر تسمح بتطوير القطاع السياحي أمر غير منطقي. مشددا على ضرورة تحويل هذه القدرات إلى عروض سياحية. داعيا المتعاملين وكل الفاعلين بالقيام بهذا العمل في أقرب وقت. أوضح بوتفليقة في رسالة وجهها للجلسات الوطنية للسياحة والتي قرأها المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي، أنه بالرغم من أن الجزائر تمتلك إمكانيات ومؤهلات مناخية وطبيعية هامة، إلا أن عدم تحويل هذه المؤهلات إلى عروض سياحية سيجعلها تبقى مجرد مؤهلات لن تساهم في النهوض بالقطاع السياحي. وأشار بوتفليقة الذي ذكر بمختلف البرامج التي أطلقت منذ ,1999 أن المتعاملين العموميين والخواص والمؤسسات والهيئات والجمعيات المهنية وحتى رجال الأعلام هم من لا بد أن يقوموا بتحويل هذه المؤهلات إلى عروض. وطالب بوتفليقة من كل هؤلاء والذين يشاركون في الجلسات الوطنية بالخروج بأرضية يتم العمل على آثارها للوصول إلى هذا الهدف ومنح الجزائر مكانتها السياحية. كما ذكّر رئيس الجمهورية بمختلف الخطوات التي قامت بها الدولة لإنعاش القطاع، على غرار المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية الذي جاء ليشكّل الإطار الاستراتيجي المرجعي للسياسة السياحية، بالإضافة إلى المشاريع التنموية التي أطلقت ''والتي سيستفيد منها قطاع السياحة كونه قطاعا أفقيا مرتبط بعدد كبير من القطاعات''. بن مرادي : تأخر كبير في تطبيق المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية من جهته، اعترف وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد بن مرادي، بالتأخر الكبير المسجل في تجسيد المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية الذي كان من المفروض أن يسمح بالنهوض بقطاع السياحة. داعيا إلى التأسيس لميثاق الشراكة الوطنية لترقية السياحة. أشار بن مرادي خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة الجلسات الوطنية، إلى أنه بالرغم من أن المخطط التوجيهي الذي اعتمد في 2008 كان من أهم أهدافه ترقية مختلف العوامل التي تسمح بالنهوض بالسياحة، إلا أن العديد من النقاط لم يتم تحقيقها باعتراف وزير القطاع، الذي أشار إلى التأخر الكبير المسجل في الإعداد والمصادقة على مخططات التهيئة السياحية، مما أدى إلى إنشاء 85 بالمائة من المشاريع السياحية خارج مناطق التوسع السياحي. وشدد الوزير على ضرورة تحسين آليات مرافقة وتمويل الاستثمارات السياحية وتخفيف الإجراءات الإدارية. وأشار بن مرادي أن قدرات التكوين الحالية والتي كان من المفروض تطويرها، لا زالت بعيدة عن تلبية الطلبات التي ستصل في 2015 إلى 200 ألف منصب بيداغوجي. كما انتقد وزير القطاع الوكالات السياحية التي لازالت تنشط فقط في إرسال السياح وخاصة الحج والعمرة عوض تطوير السياحة في الداخل وجلب السياح، والنقطة الإيجابية الوحيدة التي سجلها بن مرادي متعلقة بالعمل الكبير الذي يقوم به القطاع الخاص ومساهمته في خلق مشاريع سياحية في الجزائر. .