البلدية تقصي الجمعية من الإعانة المالية لأسباب ''واهية'' بعد ''نكسة'' منتخبنا الوطني لكرة القدم، والنتائج المخيبة التي ''حصدها'' في كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي احتضنتها جنوب إفريقيا، كثر الحديث عن انعدام التكوين وعن الفئات الصغرى، وتخلي الأندية والجمعيات الرياضية عن دورها في ''تشكيل'' خزانات المواهب الكروية، على شاكلة ماجر، عصاد، بلومي، مرزقان، بن جاب الله وغيرهم من الأسماء التي سطعت في عالم كرة القدم، وسحرت العالم بفنياتها ومواهبها التي صقلتها في الشارع. وعندما لحق منتخب أقل من 20 سنة بخيبة الأكابر في كأس أمم إفريقيا، التي احتضنتها الجزائر قبل شهر، وخرج المنتخب ''صفر اليدين'' من هذه المشاركة القارية، عاد الحديث، أيضا، عن عدم اهتمام الأندية المحترفة وغير المحترفة عن التكوين، وخرج علينا مسؤولو الكرة في الجزائر، وراحوا يوجهون سهامهم إلى كل الاتجاهات، الممكنة وغير الممكنة، وانتقدوا عدم اهتمام الجمعيات الرياضية بالتكوين القاعدي، وبالفئات الشبانية الصغرى، والبراعم والمواهب، وعددها بالآلاف في الجزائر وفي كل ولايات الوطن. وطلّ علينا، مرة أخرى، من ''تولوا'' أمر كرة القدم لدينا، وراحوا يتحدثون عن أساطير الكرة لدينا سنوات السبعينيات والثمانينيات، وما فعلوه، رغم أنهم كانوا يلعبون ويتدربون في.. الطريق. وعندما توفر كل الإمكانيات والأموال والملاعب، لم نتمكن من تزويد المنتخبات الوطنية بلاعبين، ولولا مدارس التكوين الفرنسية لما كان لدينا منتخب. الصورة مأسوية وسوداء قاتمة، وهذه هي الحقيقة، لكن هناك حقيقة أخرى، أن العديد من الجمعيات الرياضية قررت إنشاء مدارس كروية للبراعم، غير أنها تصطدم بعدم اهتمام المسؤولين، منها الجمعية الرياضية لبلوزداد، التي قدّمت العديد من اللاعبين المواهب لأندية تنشط في البطولة الوطنية، سيما في صنف الأشبال، مثلما هو حال الشاب زين حسين (أشبال شباب بلوزداد) وفاضلي محمد (أشبال أولمبي العناصر)، وغيرهما من اللاعبين الذين يبلون البلاء الحسن فوق المستطيل الأخضر. ففي سنة 2006 افتتحت الجمعية مدرسة البراعم، وتم تكوين عدة أطفال لممارسة كرة القدم، لكن المدرسة توقفت بعد أقل من ثلاث سنوات من النشاط، بسبب انعدام الإمكانيات وغياب الدعم المالي من قِبل السلطات المحلية، رغم الإرادة القوية التي يتحلى بها طاقم الجمعية والنتائج الإيجابية التي تحصلت عليها. وفي هذا السياق، كشف لنا رئيس الجمعية، سمير بودومة، أن الجمعية لم تتحصل على أي إعانة مالية حتى عام 2012، حيث حصلت على مبلغ 40 مليون سنتيم من قِبل بلدية بلوزداد. غير أن عددا من منتخبي المجلس البلدي للعهدة الانتخابية الجديدة رفضوا المصادقة على منح الجمعية الإعانة المالية المقدرة ب80 مليون سنتيم، مثلما تم الاتفاق عليه من قبل، ومدوّن في مداولة رسمية، والمبرر الذي تم تقديمه لمسؤولي الجمعية هو أنهم مسؤولون على هذه العهدة فقط. إلى هنا يمكن اعتبار الأمر عاديا، لكن مصادر مطّلعة، من بلدية بلوزداد، أكدت لنا أن هناك العديد من الجمعيات حازت على إعانات مالية من البلدية ذاتها، رغم أن عددا منها لا ينشط أصلا في الميدان، غير أن مسؤوليها هم في الواقع منتسبون إلى المجلس البلدي، الأمر الذي استاءت له العديد من الجمعيات النشطة فعلا في الميدان، والمحرومة من الإعانات المالية التي يوصي بها القانون. يذكر أن الجمعية الرياضية ''محمد بلوزداد'' أنشأت مدرسة لكرة القدم هذا الموسم للأطفال بين 6 و14 سنة، وبلغ عدد المسجلين الآن 50 طفلا (ذكور وإناث)، يتدربون في الملعب الجواري بشارع حسيبة بن بوعلي، مع مراعاة مواقيت الدراسة. وتعتبر الجمعية من أنشط الجمعيات على مستوى بلدية بلوزداد وولاية الجزائر، حيث نظمت العديد من التظاهرات الرياضية، سيما بمناسبة الأيام والأعياد الوطنية والعالمية، كما ساهمت في العديد من الحملات ذات الصلة بمكافحة المخدرات والآفات الاجتماعية والإجرام وغيرها.