أعلنت تقارير واردة من العراق، أن رئيس الوزراء، نوري المالكي، أعطى أوامر بتعليق بث عشر قنوات فضائية من بينها قناة ''الجزيرة'' القطرية وذلك بتهمة قيام هذه القنوات بالتحريض على أعمال العنف والطائفية، حسب ما جاء في بيان صادر، أمس، عن هيئة الاتصالات العراقية. وقد تزامن هذا القرار مع إعلان الحكومة العراقية غلق الحدود مع الأردن ''مؤقتا'' ولمدة يومين، لما وصفته ''بالأسباب الداخلية''. أشارت مصادر عراقية إلى أن بغداد أبلغت الحكومة الأردنية بأنها ستغلق منفذ طربيل الحدودي أمام حركتي المسافرين والشحن، وذلك ابتداء من يوم غد الثلاثاء. وقد اعتبرت المعارضة العراقية أن الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة، تهدف إلى الحد من حرية التعبير والحركة للعراقيين المناهضين لرئيس الوزراء نوري المالكي، فيما شددت الحكومة على أن جل التدابير الأمنية المتخذة تهدف إلى الحد من حالة الاحتقان في البلاد، في محاولة لاستعادة الأمن والهدوء. وفي السياق، أقامت وزارة الدفاع العراقية، أمس، جنازة رسمية للجنود الخمسة الذين قتلوا على أيدي جماعة مسلحة بمنطقة الأنبار بالقرب من مكان اعتصام المناهضين لرئيس الوزراء، وأشارت وسائل الإعلام العراقية إلى حضور نوري المالكي مراسم الجنازة الرسمية. وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، قررت الحكومة المركزية الاستعانة بوحدات من البشمركة، جيش كردستان، لاستعادة الأمن في المناطق التي شهدت اشتباكات بين المعتصمين والجيش العراقي، على اعتبار أن المناهضين لرئيس الوزراء، نوري المالكي، نددوا بما أسموه قمع الجيش لحركتهم الاحتجاجية، في إشارة منهم إلى عدم حياد الجيش ووقوفه إلى جانب نوري المالكي، فيما يرى المراقبون أن جنود البشمركة ''حياديون'' باعتبارهم ليسوا طرفا في النزاع وغير محسوبين على الطوائف المتخاصمة على السلطة في العراق، في إشارة إلى المعتصمين السنة ورئيس الحكومة الشيعي. وبهذا الخصوص، أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مارتن كوبلر، أن رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان البرزاني سيزور بغداد نهار اليوم الاثنين، لإجراء مباحثات مع رئيس الحكومة المركزية، نوري المالكي، بهدف تجاوز مرحلة الاحتقان التي تمر بها العراق، والتي باتت تهدد بانفجار طائفي قد يُدخل البلاد في دوامة عنف تصل إلى الحرب الأهلية. وقال كوبلر، في بيان له، إن ''الجلوس معاً والتحاور بروحٍ بنّاءة، هو أفضل طريق لتجاوز المشكلات''.