توجد قوات الأمن الجزائرية، على طول الشريط الحدودي مع تونس وليبيا ومالي والمغرب، في حالة تأهب قصوى، فالحرب في الساحل لم تضع بعد أوزارها، كما أن بعض الجهات السياسية الفاعلة في الرباط ما انفكت تصعد الخطاب ضد الجزائر، بينما جاءت التطورات الأمنية الأخيرة لتكرس حالة ''اللااستقرار'' الأمني في كل من تونس وليبيا، فبينما تواجه الأولى تناميا غير مسبوق لنشاط الجهاديين في الجهة غربا، شهدت الثانية تفجيرا إرهابيا مروعا شرقا. ''بريتيش بتروليوم'' تسحب عددا من موظفيها من ليبيا انفجار مروع يهز بنغازي قتل ما لا يقل عن 15 شخصا وجرح 30آخرون أغلبهم أطفال، أمس، في تفجير بسيارة مفخخة في موقف سيارات مستشفى الجلاء في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. وتحدثت فضائيات ليبية عن تفجير ثان في شارع العشرين بنفس المدينة. ونقلت وكالة ''فرانس برس'' عن نائب وزير الداخلية الليبي، عبد الله مسعود، أن ''15 شخصا قتلوا وأصيب ثلاثون على الأقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب المستشفى''، موضحا أنها ''حصيلة مؤقتة''، مضيفا أن ''الانفجار دمر مطعما بالكامل وألحق أضرارا جسيمة في مبان قريبة''. وتحدثت وسائل إعلام عربية عن ''إصابات خطيرة جراء الانفجار أمام مستشفى الجلاء في بنغازي في ليبيا''، في حين قالت فضائيات ليبية عدّة إن الانفجار الثاني وقع في ''شارع العشرين''، وأدّى إلى وقوع عدد من الضحايا. وكانت مدينة بنغازي، معقل الثورة الليبية، مسرحا لهجمات عدة واعتداءات في الأشهر الأخيرة ضد أجهزة الأمن ومصالح دول غربية. وأغلق مواطنون غاضبون الطرق المؤدية للمستشفى وقاموا بالاعتداء على أية سيارة عسكرية أو تابعة للشرطة أو كتائب الثوار. وقال المواطنون الغاضبون إن الأجهزة الأمنية لا تقوم بدورها كما ينبغي، ما تسبب في تدهور الوضع الأمني في المدينة. من جهة أخرى، سحبت شركة ''بريتيش بتروليوم'' النفطية، بصفة مؤقتة، عددا من موظفيها غير الأساسيين من ليبيا، بناء على توصية من السفارة البريطانية هناك. وقالت ''بي. بي'' إن عملياتها لن تتأثر بقرار إجلاء بعض العاملين الذي يأتي بعد ثلاثة أيام من تحذير وزارة الخارجية البريطانية من تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس. وكان مكتب الشؤون الخارجية في لندن قد أكد أن سفارة المملكة المتحدة في ليبيا تعتزم إجلاء عدد من أفراد طاقمها بطرابلس: ''نظراً للآثار الأمنية التي ينطوي عليها الغموض السياسي القائم''.