''أعظمهن بركة أيسرهن مهور'' يعد هذا الحديث من أهم الأحاديث النبوية الشريفة التي اقتدى بها أئمة ولاية باتنة وتحديدا مدينة بريكة، المدينة التي انطلقت منها أول مبادرة لمحاربة العنوسة وتزويج الشباب غير القادر على إكمال نصف دينه، خاصة في ظل ارتفاع المهور أو الصداق في المنطقة والذي يصل إلى مبالغ خيالية يعجز عنها الشباب، حيث عمد أئمة بريكة على تحديد المهر ب6 ملايين سنتيم، ومن لا يقتدي أو يخرج عن هذا الاتفاق يدعون له بالهداية. وما يشدّ الانتباه في المجتمع الباتني عبارة ''تحديد مهر العروس'' في عدد من دوائر باتنة، خاصة الجنوبية منها، وهكذا بدأنا بالبحث عن أول من تبنى هذه الفكرة في الولاية، ليتبين من خلال البحث أنها اقترحت في بداية التسعينيات من طرف الشيخ الراحل ''سعودي سي لحسن'' إمام مسجد الرحمة ببريكة بعد مشاورات جمعته مع الشيخ الراحل ''لخضر بن يحيى'' إمام مسجد بن باديس وكذا الشيخ البخاري المدير المكلف بإدارة الشؤون الدينية سابقا، وبحضور السيد ''عمار بن عزة'' مدير الشؤون الدينية وقتها والذي استحسن الفكرة وقام بمباركتها، إضافة إلى الشيخ الإمام ''محمد داي'' الذي كان منسقا بين الأئمة في دائرتي بريكة والجزار. وبالمقابل كشف الشيخ الإمام ''محمد داي'' إمام مسجد مالك بن أنس ل''الخبر'' أن فكرة تحديد المهر برزت خلال فترة العشرية السوداء، وأنهم يسعون بجهد، ولحد الساعة، إلى تعميمها نحو جميع بلديات الولاية بما فيها الولايات الأخرى القريبة من الولاية، وذلك من أجل محاربة الظواهر السلبية في المجتمع من عنوسة وحماية للشباب من الوقوع في الأخطاء والمحرمات ومراعاة للمصلحة العامة. مضيفا أن الشرع ''ما جعل عليكم في الدين من حرج'' في سورة الحج وكذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ''من يمنّ المرأة تسهيل أمرها وقلة صداقها'' و''إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه''، كانت أولى الممهدات لانطلاق هذه المبادرة، وفي سؤالنا عن أغرب قصص المهر التي حضرها قال الشيخ ''داي'' أنه في إحدى المرات طلبت عروس بغية قبول عريسها مصحفا وأخرى أن تعتمر إلى بيت الله، على شاكلة ما تقوم به العروس في أندونيسيا وثالثة رفضت المهر ووضعت شرط أن يؤدي عريسها صلاته ويقيمها بانتظام وأن يتوب توبة نصوح إلى الخالق عزَ وجل.