أصرّ رئيس وفاق سطيف، حسان حمّار، مباشرة بعد نهاية مباراة الوفاق أمام شبيبة القبائل، بنتيجة أربعة أهداف لهدف، على أن يتجه كل اللاعبين إلى الأنصار ليحيّوهم ويفرحوا معهم، بعد أن تأكد الجميع بأن الحفاظ على لقب البطولة أصبح شبه مؤكد. لم تأت دعوة حمّار للاعبيه، للقيام بهذه الالتفاتة للجمهور، اعتباطا أو من فراغ، وإنما اعترافا منه ومن اللاعبين بأن أنصار ''الكحلة'' كانوا اللاعب رقم 12 في تشكيلة الفريق، بل أكثر من ذلك، بحيث كانوا هم الملهمين للاعبين، والمساندين لهم في أحلك الأوقات والمراحل. وليس أدل على ذلك مما حدث في مباراتي اتحاد العاصمة والحراش، اللتين ربحهما الوفاق بصعوبة كبيرة في اللحظات الأخيرة، وبفضل الدعم الكبير للأنصار، الذين ألهبوا مدرجات الثامن ماي بأصواتهم وأهازيجهم، إلى أن تمكن قراوي من هزّ شباك حارس اتحاد العاصمة في العشرة دقائق الأخيرة، وأيضا، تمكّن دلهوم من الإطاحة بحارس الحراش، دوخة، في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع. والشيء نفسه تكرر خلال مباراة ربع نهائي كأس الجمهورية، ضد شباب بلوزداد، حينما كان الفريق متعادلا بهدف لمثله، وتمكّن القائد دلهوم من إضافة الهدف الثاني في آخر اللحظات، ليضمن تأهل فريقه لنصف النهائي. وكان للأنصار الدور الكبير في الكثير من النتائج المسجلة بملعب 8 ماي، الذي أصبح بمثابة الحصن المنيع والقلعة الشامخة التي لا يمكن لأي منافس أن يدك حصونها، بدليل أن الفريق لم يخسر أو يتعادل في أي مباراة خلال هذا الموسم على أرضية ميدانه، وهي تعد سابقة في تاريخ النادي. فمنذ أن تمكّن من الفوز في 15 مباراة والتعادل في واحدة خلال موسم 88 / 89 ، يوم كان ينشط بالقسم الثاني، على أرضية ميدان 8 ماي، تم تحطيم هذا الرقم خلال هذا الموسم، الذي فاز فيه الوفاق ب18 مباراة داخل الديار، باحتساب مباريات كأس الجمهورية وكأس إفريقيا، ودون احتساب مباراة الجولة الأخيرة أمام شباب قسنطينة، كل هذه النتائج كان وراءها مناصرون عظماء لم تثنهم درجات الحرارة المنخفضة جدا والبرد القارس الذي تعرفه ولاية سطيف، خلال فصل الشتاء، من غزو مدرجات ملعب ''النار والانتصار'' وتحمّل الويلات خلال ساعات طويلة، وكثيرا ما تنتهي مباريات الوفاق في الليل بسبب البرمجة، وهو ما يضطر الآلاف من الأنصار الذين يقطنون خارج مدينة سطيف، وبالبلديات المجاورة، للمكوث لساعات أخرى على حواف الطرقات، ينتظرون من ينقلهم إلى مقرات سكناهم، ومع ذلك لم يتوانوا، ولو للحظة، في تلبية نداء المسيرين واللاعبين، حينما يكون الفريق يمر بظروف صعبة أو بمراحل فراغ. كما إن الصور الجميلة التي صنعها أنصار ''الألتراس'' من خلال العروض و''التيفوهات'' المقدّمة خلال المباريات أكدت للجميع أن أنصار الوفاق بلغوا درجة من التحضر والروح الرياضية، التي تبقى مفقودة لدى الكثير من أنصار الأندية الأخرى. وبهذا حقّ لفريق الوفاق أن يفتخر بأنصاره، وحقّ للأنصار أن يعتزوا بفريقهم الذي تمكّن، خلال المواسم الأخيرة، من التربّع على الكرة الجزائرية وحتى العربية، وحصد الكثير من الألقاب والتتويجات.