يتقاسم وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مع الذي اختاره رئيسا للمجلس الشعبي الوطني ثم وزيرا، الاسم. كما يتقاسم معه أيضا ''الاشمئزاز'' من الجزائريين، الذين لم يروا بياض أسنان الوزير، الذي لا يعرفون لون ابتسامته، حتى وإن كانت صفراء. وفي الأخير عبّر بدون لبس عن حقيقة عقليته عندما قال عن المضربين من الذين يعتقد أنهم يشتغلون ''عنده'' أنه ''سيتخذ ضدهم مواقف متطرفة''. في عهد الوزير زياري، الذي لا يبتسم، عاد الجرب ومعه البوحمرون وغيرهما من الأمراض التافهة. وصارت المخابر الأجنبية تبيع للجزائر لقاحات لا أحد يعرف إن كانت تنفع أم تضر. وتتكدس الأدوية في المستشفيات حتى تنتهي صلاحيتها، ثم ترمى مع الأعضاء البشرية المقتلعة في المزابل العمومية. ويتلقى ''أطباء كبار'' رواتب ''كبيرة'' أيضا دون أن يمارسوا مهنتهم في المستشفيات التي توظفهم وتدفع رواتبهم، والتي ''يسرقون'' منها المرضى ليشرّحوهم في العيادات الخاصة مقابل أموال كبيرة إضافية. وربما يموتون فيها بسبب انتهاء صلاحية مواد التخدير التي استعملت عليهم. وفي عهد الوزير عبد العزيز زياري بلغت فاتورة استيراد الأدوية 23 ,2 مليار دولار سنة 2012، وبلغت في الثلاثي الأول من السنة الجارية 398 مليون دولار، ''وما زال الخير للقدام'' مادام سنة 2013 لم تنته. ولا شك أن وزير الصحة غير معني بوضعية صحة الأطفال الجزائريين الذين يعاني 18 في المائة منهم، دون سنة الخامسة، من سوء التغذية. والذين يتوفى منهم 25 طفلا من كل ألف مولود جديد في السنة. كان الجزائريون سيساندون البروفيسور عبد العزيز زياري في ''تطرفه'' لو مارسه على الذين يعيّنهم على رأس المؤسسات الصحية، الكبيرة والصغيرة، ليفرض عليهم أن يحترموا المرضى، ويطهّروا لهم قاعات العلاج من الصراصير والجرذان، ويقدموا لهم العلاجات التي يحتاجونها، ولا يجبروا المصابين منهم بالسرطان، عافاكم الله، أن ينتظروا سنتين وأكثر ليحين دورهم للخضوع للعلاج الكيميائي. وربما لا يعرف الوزير عبد العزيز زياري أن كثيرا من الجزائريين يلجأون إلى الأسواق الشعبية للعلاج عند ''المشعوذين'' الذين تدعمت صفوفهم بالمهاجرين الأفارقة الذين يقترحون وصفات تداوي كل الأسقام. سيساند الجزائريون من دون شك وزير الصحة في تطرفه، حتى وإن واصل ''بخله في الابتسام''، إذا وقف الند للند للمخابر الأجنبية وفاوضهم في حقيقة أسعار الأدوية ونوعيتها التي يبيعونها للجزائر التي لا شك أنه لا يجهل لماذا فضل أكثر من 6 آلاف طبيب حمل حقائبهم والهجرة منها إلى الخارج. لكن ربما يعتقد الوزير أن الجزائريين مازالوا يخافون التطرف. [email protected]