وقع متتبعو مهرجان ''كان'' الدولي للسينما، خلال افتتاحه، تحت سحر الممثل ليوناردو ديكابريو، وهو يؤدي دور ''غاتسبي العظيم'' في فيلم المخرج الأسترالي باز لهرمان، مخرج فيلم ''مولان روج''. الفيلم مقتبس عن رواية الكاتب الأمريكي سكوت فيتزجيرالد، وهو عبارة عن نسخة سينمائية ثانية، حيث سبق لروبيرت ردفورد أن جسد ''غاتسبي'' سنة .1974 انطلقت فعاليات مهرجان ''كان'' الدولي للسينما، بعرض فيلم ''غاتسبي العظيم'' الذي يصوّر وضعية المجتمع الأمريكي في سنوات العشرين من القرن الماضي، وبالضبط في عهد موسيقى ''الجاز''. وكتب فيتزجيرالد روايته بمنتجع ''سان رافائيل''، قريبا من ''كان''، ونشرت لأول مرّة عام 1925، وهي من أشهر الأعمال الروائية الأمريكية على الإطلاق. وقد سبق للمخرج جاك كلايتون أن قدم نسخة سينمائية من الرواية، وأسند دور البطولة لكل من روبيرت ردفورد وميا فارو. وتروي قصة الفيلم أطوارا من حياة ''غاي غاتسبي'' الذي يسعى إلى استثمار كلّ ما لديه من طاقات لبناء عرشه الشخصي، عبر سبيل حيازة وسائل الثراء والتمكّن السلطوي والتبديد العاطفي. غير أنّ تضخّم أحلامه أدّى به إلى الانغماس في عالم اللهو والمجون، حتى صار رمزا للمغامرات العاطفية المتعدّدة وأيقونة لغرور الإنسان، وتجاوزه المنظومة القِيَمية التي تحكم مجموعته البشرية، ومن ثمّة صار يعيش حالا من الازدواجية بين ما هو عليه حقيقةً وبين ما يحلم أن يكون عليه. وقال ديكابريو، عقب عرض الفيلم أمام أكثر من ألف وخمسمائة صحفي: ''أظنّ أنّنا جميعا نجد صورة عنّا في شخصية غاتسبي، فهو شخصية نهضت ملامحها على خيالها وأحلامها، وعلى ما عاشته من فقر بالغرب الأمريكي، وهي مثال عميق للشخصية الأمريكية، ومن الواضح أن غاتسبي بنى ثروته بطريقة غير مشروعة، ولكن أمريكا هي بلد الشباب والتمرّد والحرية، إنها لحظة تاريخية رائعة، وأعتقد أننا جميعا نوجد ضمن هذا الحلم، بل نحن جميعا مفتونون بهذه الشخصية الطموحة''. وقال نقاد السينما إن الفيلم جاء في ظرف مميز، حيث يحيل إلى الأزمة المالية التي ضربت الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1929، في محاولة للربط مع مخلفات الأزمة الحالية. إلا أن كثيرا من النقاد الأدبيين أبدوا امتعاضهم من إهمال المخرج ''باز لهرمان'' للقيمة الأدبية الواردة في رواية فيتزجيرالد، وعابوا عليه اهتمامه بالجانب التقني المتعلق بالإبهار، علما أن مصاريف الفيلم بلغت 140 مليون دولار. يذكر أن لجنة تحكيم المهرجان، هذا العام، يترأسها المخرج ستيفن سبيلبرغ، وتضم الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان، والفرنسي دانيال أتوي. وقرّر المنظمون تكريم الممثل الفرنسي الشهير آلان ديلون، البالغ من العمر ثمانية وسبعين عاما. ويتنافس على السعفة الذهبية، هذا العام، عدد من نجوم السينما، على غرار مايكل دوغلاس ورومان بولانسكي. في حين تميزت الدورة بعرض عدة أفلام مقتبسة من روايات شهيرة، مثل رواية الأمريكي وليام فولكنر، ''وأنا أحتضر'' التي نقلها إلى السينما المخرج جيمس فرانكو.