نظمت وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع جمعية السعادة لأطفال القمر و''لا ينس كلوب'' مؤخرا، نزهة ليلية إلى حديقة الحامة لفائدة مجموعة أطفال يعانون من داء ''كزيروديرما'' أو ما يطلق عليهم بأطفال القمر، والذين قدموا من 6 ولايات، على غرار الجزائر العاصمة، الجلفة، سطيف وتيبازة. وعن هذه الخرجة التي تمت من الساعة السابعة إلى الحادية عشر ليلا. صرحت السيدة لطيفة رمكي مديرة النشاطات الاجتماعية والثقافية بوزارة التربية، أنه نظرا للوضع الصحي لهؤلاء الأطفال والذي يمنع خروجهم نهارا ومواجهة أشعة الشمس، اضطروا إلى تنظيم الخرجة ليلا. معربة عن أملها في أن تتضافر جهود مختلف الفاعلين في ميدان الحركة الجمعوية والوزارات المعنية للتكفل بهذه الفئة خاصة من الناحية المادية، مثل توفير الفيلم الواقي من الأشعة فوق البنفسجية وكذا المراهم الواقية لبشرتهم، متأسفة لعدم قدرة أهل هؤلاء الأطفال على اقتناء هذه المواد، ليس لغلاء تكلفتها فحسب، بل لعدم تعويضها من قبل صندوق الضمان الاجتماعي. كما أضافت أن هذا المرض غير معروف لدى عامة الناس. وأن هناك عائلات تضم صغارا مصابين تخجل من الكشف عنهم، داعية بالتالي إلى توعية المجتمع وتحسيسه حول هذا المرض والكشف عنه مبكرا للتخفيف من مضاعفاته ومنها الإصابة بسرطان الجلد والعين. كما أشارت ذات المتحدثة، أن الوزارة تنسّق جهودها مع الجمعيات النشطة في الميدان من أجل ضمان تمدرس هؤلاء الأطفال وتوفير الوسائل الواقية داخل الأقسام التي تستقبلهم، مع تحسيس القائمين على المنظومة التربوية من أجل تسهيل اندماجهم لضمان تمدرس عاد. مشيرة إلى أنهم تمكنوا من إدماج 40 تلميذا في مختلف الأطوار، خاصة وأن بعضهم لم يطرق باب الدراسة إلا بعد بلوغه 11 سنة، مشيرة إلى صعوبة إدماج البعض الآخر لمعاناته من صعوبة في النطق. ويشار إلى أن داء ال''كزيروديرما'' يتميز بحساسية جلد شديدة ضد أشعة الشمس تتسبب في التهابات في العين والإصابة بسرطان الجلد والعين في عديد الحالات، مما يجبر الأطفال على عدم التعرض مطلقا لأشعة الشمس والخروج ليلا فقط. يشار أن هذه الخرجة الليلية التي جاءت للترويح عن أنفسهم والتخفيف من معاناتهم، مكّنت الصغار من زيارة متحف حديقة الحامة وتلقي معلومات حول مختلف أنواع الحيوانات التي تعيش بها، إلى جانب استمتاعهم بحفل موسيقي.