أن يتجذر الفساد في منبع رزق الجزائريين، ونكتفي بتسميته ب''سوناطراك 1 و2'' ونبقى في انتظار الحلقة الثالثة والرابعة.. هذا مرض. أن تضعف الأحزاب إلى درجة الميوعة وتستنسخ كالفطريات.. هذا مرض. أن نكتشف بأن أبناءنا كانوا فئران تجارب للوزير بن بوزيد طيلة عقدين من الزمن.. هذا مرض. أن تقر السلطة على لسان وزيرها الجديد بابا أحمد بأنه سيعكف على تصحيح نسخة بن بوزيد.. هذا مرض. أن يبقى وزير الأشغال العمومية مصرا على التحدث عن مشروع القرن، وتكتشف العامة أنه يقصد القول بأنه مشروع يمتد إنجازه على قرن من الزمن.. هذا مرض. أن يبقى وزير النقل يقدم تواريخ مغلوطة لتدشين مشاريع فاتها قطار الزمن.. هذا مرض. أن يبقى وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حاملا لحقيبة ثقيلة بعدد كلمات تركيبتها، مهزوما في مباراته ضد ''الجيل الثالث'' وعلى البساط،.. هذا مرض. أن يبقى وزير الشباب والرياضة مجرد لاعب احتياطي في أهم المباريات المصيرية لرياضتنا، ويجد نفسه في موقف حرج أمام مسير من صنع النظام الذي يمثله.. هذا مرض. أن تبقى خرجات وزير الداخلية والجماعات المحلية خارج الإطار، من فتوى تيفنتورين إلى حدوثة شكيب خليل.. هذا مرض. أن يبقى وزير الطاقة والمناجم يمضي شيكات على بياض للشركات الدولية التي تطالب بملايير الدولارات نظير عملها في المحاكم الدولية وليس في الحقول الجزائرية.. هذا مرض. أن تمتد الرشوة لتنخر جسم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الصميم.. هذا مرض. أن يهلل الجميع لقرار الوزير الأول القاضي بإلغاء الفوائد على القروض البنكية الموجهة للشباب، متغاضين الطرف عن حقيقة المرارة والمحسوبية التي يعانيها هؤلاء الشباب في الحصول على تلك المشاريع.. هذا مرض. أن نحتفل بخمسينية الاستقلال باكتشاف هام لمسؤولينا ذات صباح بأن للجزائر جنوبا وبه شباب يعاني البطالة.. هذا مرض. أن يعالج ملف شباب الجنوب البطال بتلك الشعبوية إلى درجة مطالبة الوزير الأول بالتنقيب عن البترول في إليزي.. هذا مرض. أن يبقى وزير الصحة والسكن وإصلاح المستشفيات يتفرج على مهازل قطاعه ومرضانا يموتون بالتقطير.. هذا مرض وخبيث أيضا. تنخر كل هذه الأمراض المستعصية أجسادنا، ننساها ونتساءل عن مرض الرئيس.. فنحن المرضى.. وهل من سائل عن صحتنا؟