فجرت البطلة العالمية والأولمبية، حسيبة بولمرقة، سلسلة من القنابل في الحوار الذي خصت به “الخبر الرياضي” اليوم وأمس، حيث رفضت العداءة القسنطينية وضع لسانها في جيبها وفتحت النار على من تراهم مسؤولين عن تدهور الرياضة في الجزائر على مدار عشريات من الزمن. بولمرقة في الحقيقة لم تقل من الأعلى وبصوت مرتفع سوى ما يفكر فيه جميع الرياضيين في الأسفل، حيث حملت وزراء القطاع ومسيري الجمعيات الرياضية مسؤولية اغتيال الرياضة الجزائرية، إلى درجة أن بلدا به أكثر من عشرين مليون شاب وشابة، يعجز عن تقديم نخبة رياضية تدافع عن ألوانه في المحافل العربية والإفريقية، حتى لا نطمع في الميداليات الذهبية في العرس العالمي والأولمبياد. صراحة بولمرقة أذهلت الكثير، ليس فقط لأنها هاجمت جيار وقبله شريف رحماني، ولا لأنها أبدت موقفا “رجوليا” بدعمها للرئيس التونسي، الفار بن علي، ولا حتى رفضها للثورات الشعبية القائمة منذ سنتين في البلدان العربية، بولمرقة أذهلت المختصين بعدم وقوعها في فخ شبكة المصالح، كي تميل لتيار ما سياسيا أو رياضيا، رغم أن مشاريعها الاستثمارية عديدة في الجزائر، وبالمختصر، حسيبة بولمرقة ابنة الكيلومتر الرابع الشعبي بقسنطينة، تكلمت مثل حسيبة بن بوعلي، ابنة باب الوادي في “معركة الجزائر”، وهي شجاعة حبذا لو تحلى بها العديد من الرياضيين على جميع الأصعدة، حتى ولو لم يكونوا يملكون الثقافة السياسية للدفاع عن أفكارهم. بولمرقة وضعت يدها مباشرة على مكمن الداء الذي ينخر جسد الرياضة الجزائرية، وحملت المسيرين في جميع الأصعدة مسؤولية هذا التردي الذي كلف عشرات الملايير من الدولارات على مدار 25 سنة، وهي حقيقة لا تحتاج للعالم “نيوتن” كي يثبتها بمعادلة رياضية، فقد تركت وزارات الدولة الجزائرية، الحركة الرياضية تائهة، يتلاعب بها شرذمة من المسيرين، بداية من مقر ساحة أول ماي، إلى الرابطات، مرورا بالفدراليات والنوادي والجمعيات، ولا أحد قال stop ، يجب أن نضع نقطة نهاية لهذه الكوارث، ونعيد النظر في كل شيء، تماما مثلما فعلت الدولة الجزائرية الفتية في السبعينات، عندما فرضت على الجميع مخطط “الإصلاح الرياضي” ونتاج تلك الإصلاحات يعرفها الجميع. حسيبة بولمرقة أخذت “كلاشينكوف” ورمت برصاصاته كل من تراهم هندسوا للفشل، مثلما أخذت حسيبة بن بوعلي القنابل في قفتها ووضعتها في مقاهي “الكولون” لتنسف العدو، لكن كلام بولمرقة يحتاج لرد فعل قوي من أعلى مستوى في هذا البلد لوقف النزيف، حتى لا يبقى كلامها مجرد كلام تنقله الرياح بعيدا.