أبدى قادة مجموعة الأحزاب للدفاع عن السيادة والذاكرة، تخوفهم من مخاطر تحكم الدولة الفرنسية في الملف الصحي للرئيس بوتفليقة، فيما أجلوا بحث مقترح التوافق على اسم مرشح للمجموعة للانتخابات الرئاسية المقبلة. وتساءل رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الذي أدار اللقاء إن لم يكن الرئيس بوتفليقة “رهينة لدى الفرنسيين”، حسب ما نقله مشاركون في اللقاء الذي نظم بمقر حركة حمس، فيما تحدثت رئيسة حزب العدل والبيان نعيمة صالحي في تدخلها عن مفارقة تولي الجيش الفرنسي تسيير الملف الصحي للرئيس، في وقت يجهل غالبية الجزائريين تطور حالته. وسجل رئيس جبهة الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام، أن السلطة وضعت “الجزائر في حجر فرنسا” من خلال سوء إدارة ومعالجة الملف. وأجمعت التدخلات على غموض الوضع الصحي للرئيس والتعتيم الشديد الذي تمارسه السلطة بخصوص هذه المسألة الحساسة، واستغربوا، حسب مصادر متطابقة، “التحريض الذي تمارسه وسائط إعلامية من التلفزيونات الخاصة وبعض الصحف ضد رموز المجموعة الذين يطالبون بشفافية أكبر”. وحذر المشاركون في اللقاء من مخاطر استمرار غياب الرئيس بوتفليقة عن المشهد السياسي، في وقت تغرق فيه الجزائر في الاحتجاجات والإضرابات. وصدرت في اللقاء تساؤلات عن هوية من يوقع المراسيم باسم الرئيس. وطرح خلال اللقاء مبادرات، ضمت بحث توسيع التحالف إلى أحزاب جديدة. وفي هذا الصدد جدد رئيس حركة حمس، عبد الرزاق مقري، دعوته توسيع دائرة التشاور والعضوية إلى قوى سياسية أخرى وأهمية إنشاء معارضة قوية في الساحة. وفي هذا السياق قال جمال بن عبد السلام، رئيس جبهة الجزائر الجديدة، ل “الخبر”، إن باب العضوية مفتوح للقوى السياسية والحزبية التي تتفق مع أفكار ومبادئ الميثاق الموقع بين أطياف المنظمات، وطرح بن عبد السلام مقترحه لمطالبة السلطة بفتح حوار جاد مع الأحزاب، وأن تكون طرفا في التغيير الديمقراطي والسلمي لإنقاذ الجزائر من الانهيار. وكرر أحمد قوراية، رئيس حزب الشباب الديمقراطي من أجل المواطنة، دعوته للجيش بالتدخل من أجل وضع حد لما أسماه الانحراف السياسي، واقترح إرسال وفد إلى وزارة الدفاع الوطني لهذا الغرض، لكن المقترح لم يحظ بالتأييد، من قبل القيادات الأخرى. وأجل الاجتماع ولم يفصل في النقطة المتعلقة بتقدم مرشح باسم المجموعة للانتخابات الرئاسية، من منطق أن الأوان لم يحن بعد لذلك، رغم تحمس أحزاب للفكرة. واتفق الأعضاء على عقد مزيد من اللقاءات، وبرمجة لقاء جديد منتصف هذا الأسبوع بمقر حركة النهضة سيتوج ببيان يتضمن مجموعة مطالب تضم شفافية الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة على وجه الخصوص.