المناورة لقياس درجة الجاهزية في الكوارث الطبيعية 3ساعات رعب حقيقية عشناها، أمس، إثر متابعة مناورة بحرية عسكرية بالمياه الإقليمية للجزائر العاصمة، من تنظيم القوات الوطنية الجوية للدفاع عن الإقليم، بهدف إنقاذ ركاب تحطّمت بهم طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية في عرض البحر. المناورة، وإن كانت تمثيلية، لم تكن سهلة التحقيق، فسرعة الرياح تجاوزت 60 كيلومترا في الساعة، وباخرة حربية وسط أمواج عاتية. الانطلاقة كانت في حدود الساعة الثامنة والربع صباحا من مرفأ المصلحة الوطنية لحراس الشواطئ، نسمات الرياح كانت خفيفة والشمس بدأت في إرسال ”لفحاتها”، فقلت في قرارة نفسي ”هي رحلة سياحية ومهمة عمل في نفس الوقت، للخروج من ضغط العمل”، لكنّها ”تخمينات” بدأت بالتلاشي بمجرد ابتعادنا عن المرفأ بحوالي 10 كيلومتر، حينما بدأت الرياح تلطم في الزورق الحربي الصغيرة من نوع ”بي 4361”، فظنّنا أنّ التمرين لإنقاذ ركاب من عرض البحر، سيتنقل لإنقاذنا نحن. وفي هذه الأثناء، قدّم العقيد عمر سرحان مسؤول خلية الاتصال بالقوات الوطنية للدفاع عن الإقليم، يقدّم شروحات للصحفيين عن التمرين الحربي، وهومن تنظيم المصلحة الوطنية للدفاع عن الإقليم، بالتنسيق مع مراكز العملياتية للوحدات الجوية والبحرية، لإنقاذ ركاب تحطمت بهم طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، جرى على مستوى المنطقة الغربية للعاصمة. المناورة التي عاشتها ”الخبر” من بدايتها إلى نهايتها في عرض البحر، تدخل في إطار التمرين ”ساركس 0513” الذي أجري على أسس واقعية، يوضع على المحك للمخطط ”سار” المنفذ في خانة التنسيق الوزاري وكذا مخطط ”أورساك” في حال وقوع كارثة جوية في ولاية الجزائر. وقد سخّرت قوات الدفاع عن الإقليم عددا كبيرا من وحدات البحث والإنقاذ، بما في ذلك طائرتي بحث و4 مروحيات، منها واحدة للدعم، وأيضا 4 سفن بحرية. ولم يكن التمرين ”ساركس 0513” بمنأى عن الملاحظة، فقد حضره ملاحظون دوليون من فرنسا وإسبانيا وتونس، هم بدورهم عاشوا لحظات ”الرعب” بعرض البحر، فلم تكن مهمة سهلة، وإن كانت مناورة لاختبار قدرات القوات العسكرية في حال الكوارث الطبيعية. بدأت المناورة في حدود الساعة العاشرة صباحا، حيث انطلقت طائرة اسبانية من طراز ”سي 130” في ”طلعة مسحية” للبحث عن الطائرة المحطة إثر تلقيها إنذارا استغاثة، وهي عملية تستغرق وقتا طويلا للبحث عنها. وفي هذه الأثناء، كنّا نحن الصحفيين غير المعتادين على ”غضب البحر”، نعيش ”رعبا حقيقيا” والزورق تلطمه أمواج البحر العاتية، حتّى كنّا نظن أنّه سينقلب. وبعد العثور على جزء من الطائرة المحطّمة، أعطيت إشارة إلى وحدات التدخل عقب إبلاغها بمكانها، فيما وضع معلم لتسهيل مهمة العثور على الحطام. وبعد دقائق قليلة، شوهدت من بعيد مروحيتان عسكريتان، الأولى لونها رمادي وأحمر، والثانية مزيج من الأخضر والبني، وكلاهما من طراز ”سوبرلانكس”، وهنا طلت عملية الإغاثة بهدف البحث عن الطريقة اللازمة لمباشرة إخراج الركاب من عرض البحر بأمان. الإنقاذ لم يكن سهلا في ظل الظروف المناخية التي مرت فيها العملية، فسرعة الرياح فاقت 60 كيلومترا في الساعة، والأمواج العاتية كانت ”فوق التوقّعات”، لكن ثقة الغوّاصين العسكريين كانت أكبر من هذه الظروف، وأنقذوا 4 ركاب عن طريق رفعهم بحبل باستخدام مروحية من طراز ”ريسكيو.أم.أس 28”. نجاح التمرين كان بشهادة المقدّم ماتيوماتيز من القوات الجوية الفرنسية، الذي أبدى إعجابه بطريقة تدخل القوات العسكرية لإغاثة منكوبين، وقال في تصريح ل«الخبر”، إنّ المناورة كانت في مستوى القدرات والإمكانيات التي تملكها المؤسسة العسكرية الجزائرية، مشيرا إلى أنّه سيرفع تقارير عن المناورة، في إطار تعزيز البروتوكول التعاوني الذي توسّع ليشمل الجزائر وتونس بعدما اقتصر في المغرب فقط.