رغم الجو المتقلب والأمواج المتدافعة، نجحت أمس البحرية الجزائرية في تنفيذ تمرين متعدد الجنسيات للبحث والإنقاذ في البحر بالواجهة البحرية الوسطى ''سار5+''5 شاركت فيه الجزائر لأول مرة بمروحية البحث والإنقاذ في البحر، بحضور ملاحظين عن دول مبادرة ''5+''5 دفاع وتمثل التمرين في إنقاذ سفينة لنقل المسافرين في حالة نجدة والبحث عن الغرقى وإنقاذهم. وحسب رئيس خلية الاتصال بقيادة القوات البحرية، العقيد عمار شبعاني، فإن التمرين يعتبر فرصة للتنسيق بين أجهزة الوزارات المعنية في العمل على رفع وتفعيل وسائل المراقبة والتدخل السطحي بشقيه الجوي والبري، بما في ذلك قيادتا القوات الجوية والدفاع الجوي عن الإقليم بمشاركة مصالح وزارات البريد، الصحة والسكان، الداخلية والنقل. كما تهدف هذه المناورة البحرية إلى إثراء التجربة المكتسبة في ميدان البحث والإنقاذ في البحر وتقوية التنسيق داخل منظمة ''سار البحري''، وكذا تمتين التعاون وتنسيق النشاطات بين المركز الوطني لعمليات المراقبة والإنقاذ والهيئات العسكرية والأجهزة المدنية المعنية، إلى جانب تطوير الاتصالات بين مختلف القطاعات المعنية بعملية ''سار البحري'' فضلاً عن تقوية مستوى التعاون بين المركز الوطني للمراقبة والإنقاذ ونظيرتها لبلدان مبادرة ''5+5 دفاع''. وتمثلت الوحدات العائمة التي نفذت التمرين المذكور في سفينة الإنزال والإمداد اللوجستيكي وهي تمثل سفينة المسافرين إلى جانب 4 وحدات لحرس الشواطئ 3 منها لنوع ط 3 ووحدة من نوع ط 4 التي كانت تقل ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، فضلاً عن زورقين من نوع (نصف صلب) ولأول مرة مروحية للبحث والإنقاذ في البحر وفريق من الغطاسين. وبدأ سيناريو التمرين من المركز الوطني لعمليات المراقبة والإنقاذ في البحر ومركز مراقبة المهمة للجزائر العاصمة الذي تلقى نداء استغاثة من طرف سفينة نقل المسافرين القادمة من مرسيليا والحاملة على متنها 700 مسافر، جراء نشوب حريق في القسم المجاور لغرفة محركات السفينة، حيث قام الطاقم بمحاولة السيطرة عليه بالوسائل الموجودة لكن الحريق أصاب 30 شخصاً منهم 10 في حالة خطيرة وفقدان 4 آخرين، حيث أقحمت البحرية الوطنية ''زورقين للإنقاذ'' لتبريد الأغلفة الخارجية للسفينة بواسطة قنوات الماء المضادة للحريق، حيث أخمدته فاسحة المجال بعدها لمروحية البحث والإنقاذ التي قامت بإجلاء الأشخاص ال10 الجرحى، كما تم إجلاء ال 20 آخرين على متن زورقي الإنقاذ إلى ميناء الجزائر، حيث وجدوا في انتظارهم مركز إسعاف متقدم تابع للحماية المدينة، فيما ترسل فرنسا طائرة للحراسة البحرية بعد تحديد وضعية الغرقى لانتشالهم وتحويلهم إلى المستشفى. وعلى مستوى ميناء الجزائر سخرت مصلحة الاستعجالات الطبية للجزائر العاصمة فريقاً للتدخل من أجل تقديم الإسعافات الأولية للجرحى، إلى جانب الخيمة التي نصبتها مصالح الحماية المدنية المجهزة بمختلف المعدات اللازمة، أما الشرطة العلمية فكانت تعاين الجرحى وتدون الملاحظات، للإشارة فقد شاركت الدول الأخرى لمبادرة ''5+5 دفاع'' بملاحظين حضر منهم ممثلون لفرنسا، إسبانيا، تونس...