حرس السواحل تكثف عمليات مراقبة السفن لمواجهة أي تهديد إرهابي نفذت قوات البحرية الجزائرية، يوم الثلاثاء، تمرينا للبحث والإنقاذ في البحر، في إطار مبادرة "5زائد5" دفاع، وشاركت في هذه التمرينات، سفينة إنزال و إمداد لوجستيكي و مروحيتان للبحث و الإنقاذ في البحر فيما شاركت فرنسا بطائرة للحراسة البحرية. ونجحت قوات البحرية في تنفيذ التمرين، رغم رداءة الأحوال الجوية، ما منح لهذا التدريب طابعا خاصا. رغم رداءة الأحوال الجوية في عرض السواحل الجزائرية، يوم الثلاثاء، تمكنت قوات البحرية الجزائرية، من إتمام تمرين متعدد الجنسيات للبحث والإنقاذ في البحر بالواجهة البحرية الوسطى "سار5+5" شاركت فيه الجزائر لأول مرة بمروحية البحث والإنقاذ في البحر، بحضور ملاحظين عن دول مبادرة "5+5" دفاع وتمثل التمرين في إنقاذ سفينة لنقل المسافرين في حالة نجدة والبحث عن الغرقى وإنقاذهم. و جندت القوات البحرية لإنجاح هذا التمرين إمكانيات بشرية و مادية مختلفة منها سفينة إنزال و إمداد لوجستيكي و مروحيتان للبحث و الإنقاذ في البحر فيما شاركت فرنسا باعتبارها بلدا عضوا في مبادرة "5+5 دفاع" بطائرة للحراسة البحرية. وبدأ سيناريو التمرين من المركز الوطني لعمليات المراقبة والإنقاذ في البحر ومركز مراقبة المهمة للجزائر العاصمة الذي تلقى نداء استغاثة من طرف سفينة نقل المسافرين القادمة من مرسيليا والحاملة على متنها 700 مسافر، جراء نشوب حريق في القسم المجاور لغرفة محركات السفينة، حيث قام الطاقم بمحاولة السيطرة عليه بالوسائل الموجودة لكن الحريق أصاب 30 شخصاً منهم 10 في حالة خطيرة وفقدان 4 آخرين، حيث أقحمت البحرية الوطنية ”زورقين للإنقاذ” لتبريد الأغلفة الخارجية للسفينة بواسطة قنوات الماء المضادة للحريق، وتمكنت من إخماد الحريق مع فسح المجال لمروحية البحث والإنقاذ التي قامت بإجلاء الأشخاص ال10 الجرحى، كما تم إجلاء ال 20 آخرين على متن زورقي الإنقاذ إلى ميناء الجزائر، أين كان في انتظارهم مركز إسعاف متقدم تابع للحماية المدنية، فيما قامت القوات التابعة للبحرية الفرنسية بإرسال طائرة للحراسة البحرية بعد تحديد وضعية الغرقى لانتشالهم وتحويلهم إلى المستشفى. وعلى مستوى ميناء الجزائر سخرت مصلحة الاستعجالات الطبية للجزائر العاصمة فريقاً للتدخل من أجل تقديم الإسعافات الأولية للجرحى، إلى جانب الخيمة التي نصبتها مصالح الحماية المدنية المجهزة بمختلف المعدات اللازمة، أما الشرطة العلمية فكانت تعاين الجرحى وتدون الملاحظات، للإشارة فقد شاركت الدول الأخرى لمبادرة ”5+5 دفاع” بملاحظين حضر منهم ممثلون لفرنسا، إسبانيا، تونس... وحسب رئيس خلية الاتصال بقيادة القوات البحرية، العقيد عمار شعباني، فإن التمرين يعتبر فرصة للتنسيق بين أجهزة الوزارات المعنية في العمل على رفع وتفعيل وسائل المراقبة والتدخل السطحي بشقيه الجوي والبري، بما في ذلك قيادتا القوات الجوية والدفاع الجوي عن الإقليم بمشاركة مصالح وزارات البريد، الصحة والسكان، الداخلية والنقل. وتهدف هذه المناورة البحرية إلى إثراء التجربة المكتسبة في ميدان البحث والإنقاذ في البحر وتقوية التنسيق داخل منظمة ”سار البحري”، وكذا تمتين التعاون وتنسيق النشاطات بين المركز الوطني لعمليات المراقبة والإنقاذ والهيئات العسكرية والأجهزة المدنية المعنية، إلى جانب تطوير الاتصالات بين مختلف القطاعات المعنية بعملية ”سار البحري” فضلاً عن تقوية مستوى التعاون بين المركز الوطني للمراقبة والإنقاذ ونظيرتها لبلدان مبادرة ”5+5 دفاع”. وقال مصدر امني، بان اختيار الجزائر لإحتضان مثل هذه المناورات يعكس حجم القدرات والإمكانيات التي يزخر بها الأسطول الحربي الجزائري، ومدى مواكبته للتطورات المعاصرة في ميدان التكنولوجيات الحديثة المستعملة في مجال الدفاع عن المياه الإقليمية والإبحار، بما يؤهلها لضمان امن وسلامة ترابها والتصدي للاعتداءات الخارجية. وقال بان القوات البحرية وحرس السواحل تعززت بمعدات بحرية متطورة أهمها حوامات استطلاع ووسائل تدخل وزوارق صغيرة صلبة مع تجنيد أجهزة رادارات لرصد السفن المشبوهة قريبا، ومواجهة ظاهرة "الحراڤة"، وإنقاذ الأرواح والبواخر المعرضة للخطر بشكل سريع، موضحا أن قوات البحرية لم تسجل "نشاطا إرهابيا بحريا"، وشدد بأن "الحدود البحرية الجزائرية آمنة ولم يسجل أي اختراق للحدود البحرية أو منطقة الصيد البحري المحفوظة"، وأضاف أن كل السفن والقوارب تخضع للتفتيش علاوة على وجود مخطط أمني ورقابة أمنية في المياه الدولية. وكانت قوات تابعة للبحرية، قد تمكنت مؤخرا، من إنقاذ صيادين في سواحل الشلف وإنقاذ السفينة التجارية التركية من الغرق بسواحل سكيكدة، وكذا إنقاذ بحار مصري، إثر تعرضه لوعكة صحية مزمنة تتطلب السرعة في الإجلاء، وهذا بعد تلقي نداء استغاثة من السفينة التجارية "واد الحلفة" الحاملة للراية المصرية والمتجهة من مضيق جبل طارق نحو أوكرانيا، في المياه الدولية شمال غرب تنس، حيث تم إرسال زورق إنقاذ تابع للمجموعة الإقليمية حرس الشواطئ لتنس، على متنه طبيب مسعف في الوقت نفسه وجهت مروحية البحث والإنقاذ باتجاه السفينة التجارية، و تمت عملية الإجلاء الصحي للبحار المصري بواسطة مروحية البحث والإنقاذ التابعة للقوات البحرية بنجاح كبير.