صارت المطالب أكثر وضوحا في اليوم الثالث من الاضطرابات التي يعيشها الشارع التركي. وقد تبين من خلال الشعارات التي رفعت، خاصة في الخارج، أن المتظاهرين يريدون رأس طيب رجب أردوغان، الوزير الأول "الإسلامي المحافظ"، كما ينعته الإعلام الغربي. وقال أحد المعتصمين بميدان تقسيم أن "الأتراك في غليان منذ وصول حزبه الإسلامي المحافظ إلى الحكم في 2002". ففي النمسا وبلجيكا، أين أقيمت مسيرات مساندة للمحتجين في إسطنبول، رفعت شعارات أكثر وضوحا. نقرأ عليها "اصمد يا ميدان تقسيم، إن فيينا معك"؛ "إسطنبول لست وحدك"؛ "أردوغان قاتل..."، وهتفوا برحيله. وتدخلت منظمة العفو الدولي في الجدل، مؤكدة وفاة شخصين في المواجهات مع السلطة. بينما تحدث وزير الداخلية التركي عن 79 جريحا، من بينهم 53 مدنيا و26 شرطيا، واعتقال 939 شخص. ولم يذكر الوفيات. وأدلى وزير الإعلام السوري بدلوه وقال إن "أردوغان يسيّر بلده بوسائل إرهابية ويحطم الحضارة ومكتسبات الشعب التركي". وعلى أرض الميدان، تراجعت الحكومة بشكل ملحوظ وفسحت المجال أمام المتظاهرين للعودة إلى ميدان تقسيم إذا أرادوا ذلك، بعدما توعدتهم بالعصا الغليظة. ونقلت الوكالات، عن وزير الداخلية التركي، إحصاء 90 مظاهرة موزعة على 48 مدينة. وعاشت العاصمة أنقرةوإسطنبول مواجهات دامية ليلة الأحد في رسالة واضحة وتحد لصرامة الوزير الأول أردوغان. وفي كلتا المدينتين حاول المحتجون التوجه إلى مقرات الرئاسة، وحين منعوا من المرور رشقوا الشرطة بالحجارة وأحرقوا السيارات وأقاموا الحواجز بالأثاث الذي أخرجوه من المكاتب التي اقتحموها. وتواصلت الاحتجاجات أمس في يومها الرابع على التوالي. وقد تفهم أردوغان فحوى الرسالة حين وجه اللوم إلى بعض الأحزاب المعارضة، قائلا لهم "إذا تمكنتم من جمع مائة ألف فحزبي سيخرج لكم مليونين"، ووجه اللوم إلى المعارضة اللائكية على وجه التحديد. وكان السبب في اندلاع المظاهرات اقتلاع أشجار لإعادة بناء ثكنة بساحة عمومية. الشيء الذي دفع بمجموعة من الشباب لتحتج فتأججت موجة الاحتجاج وقوت لتصبح أداة في يد التيار اللائكي بوضع حكومة أردوغان أمام امتحان صعب هو الأول من نوعه منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها بعض الضباط.