سيصبح يوم التاسع جوان من عام 2013، تاريخيا بالنسبة للمنتخب الوطني بطبعة وحيد حاليلوزيتش، وكل المؤشرات توحي أيضا بأن المنتخب الجزائري يتجه نحو تخليد يوم "16 جوان مكرّر" في كيغالي، في حال تحقيق الانتصار الثاني على التوالي خارج القواعد في تصفيات المونديال. بدا واضحا بعد نتيجة مباراة البينين والجزائر في بورتو نوفو، بأن الفوز في هذه المرحلة الحرجة هي نقطة تحوّل للمدرّب البوسني مع المنتخب الجزائري، كون الضغط اشتد عليه قبل المباراة، لأن حاليلوزيتش كان يدرك بأنه يقترب بخطى ثابتة نحو ما هو أصعب في تصفيات المونديال، دون أن ينسى صدمة الخروج المخزي من “الكان”، ما جعل مدرّب المنتخب الجزائري قلقا جدا قبل المباراة، لكن حالته النفسية تغيّرت جذريا بعد نهاية المباراة وظهر هادئا غير متعصب وهو يتحدث إلى الصحفيين، لكن حاليلوزيتش لم ينس يوما لوم الإعلام الجزائري ضمنيا على انتقاده المتواصل له، وهو الموقف الذي “يفضح” المدرب البوسني ويكشف في كل مرة آثار الضغط عليه. المنتخب الوطني عاش فرحتين، أول أمس، في كوتونو، فالفرحة الأولى صنعها سليماني ورفقاؤه بملعب شارل ديغول بضمان فوز مهم خارج القواعد، ثم تحقق انتصار آخر حين تعثر منافس “الخضر” على المركز الريادي، منتخب مالي، بأرضه أمام منتخب رواندا، صاحب المركز الأخير، ما جعل الجولة الرابعة من تصفيات المونديال تخلط كل الأوراق وتفضي إلى انفراد المنتخب الجزائري بصدارة الترتيب. وتابع كل اللاعبين والمدربين، وحتى رئيس الاتحادية، مباراة مالي أمام رواندا باهتمام كبير، حين وصلوا إلى فندق نوفوتيل، وبدت الأجواء غير عادية حين طغت الفرحة على الجميع إلى درجة أن عددا من اللاعبين مازحوا مدربهم حين ألقوا به في المسبح، ولم ينقطع كلام اللاّعبين عن الفوز المحقق في البينين وتعثر منتخب مالي الذي جعلهم يقتنعون بأنهم أصبحوا على بعد خطوات فقط من بلوغ المونديال لرابع مرة ومرتين على التوالي لثاني مرة. وغادر، أمس، المنتخب الجزائري مقر إقامته بفندق نوفوتيل بمعنويات مرتفعة جدا، كون المنتخب بصدد تحقيق أفضل النتائج على الإطلاق منذ تولي البوسني وحيد حاليلوزيتش تدريب المنتخب. كما أن الجماهير البينينية التي تابعت المباراة، أثنت كثيرا على النخبة الجزائرية، بدليل أن الجماهير التي صادف تواجدها على طول الشوارع في بورتو نوفو وكوتونو مع مرور الوفد الجزائري عند نهاية المباراة، قامت بالتصفيق للمنتخب الوطني اعترافا بقوته وتفوقه على المنتخب البينيني الذي يقوده الفرنسي إيمانوال أموروس.