أشارت دراسة أمريكية حديثة، إلى أن المد السلفي الجهادي في شمال إفريقيا يشكّل عنصر تهديد جدي للأمن الأمريكي أكبر بكثير من التهديد الذي تمثّله فروع القاعدة في العراق وأفغانستان واليمن وسوريا. حذّر مختصون من المعهد الدبلوماسي الأمريكي من رد فعل القاعدة والجماعات السلفية الجهادية في شمال إفريقيا، على العمليات العسكرية الفرنسية في شمال مالي، والتي قد تشمل دولا غربية عدة، منها الولايات لمتحدة الأمريكية. وصنفت دراسة أمنية أمريكية حديثة، مختار بلمختار أمير كتيبة الملثمين، وعبد المالك دروكدال أمير القاعدة في بلاد المغرب، على أنهم من أخطر قادة القاعدة والتيار السلفي الجهادي، وأكدت أن مختار بلمختار قفز من مجرد قائد لفصيل إرهابي مسلح في الصحراء، إلى أحد قادة الصف الأول في تنظيم القاعدة العالمي بعد أحداث عين أمناس. وأشارت إلى سعي مختار بلمختار بالتعاون مع إرهابيين في تونس وليبيا والجزائر ومالي ونيجيريا، لتشكيل خلايا نائمة في مدن أمريكية ومناطق عدة في العالم، مستفيدا من عائدات التهريب، والتعاون مع سلفيين جهاديين في تونس وليبيا. وحذّرت الدراسة من وجود فجوة خطية يمكن عبرها للجهاديين التسلل إلى غرب أوروبا، وهي تركيا التي فتحت أراضيها للمتطوعين لمقاتلة النظام السوري. وأشار المختصون في المعهد الأمريكي، إلى خط الهجرة الجديد الذي ينطلق من المغرب، تونس، مالي والجزائر عبر ليبيا، ومنها إلى تركيا القريبة من قلب أوروبا. وعادت الدراسة إلى عمليات تجنيد مواطنين غربيين في صفوف القاعدة والتوحيد والجهاد في شمال مالي، وأشارت إلى أن طموحات الإرهابي الذي وصفته بالمخضرم، عبد المالك دروكدال، تتجاوز الجزائر لتصل إلى دول غربية، في الضفة الشمالية من البحر المتوسط. وتحدث معدّو الدراسة عن دور سلفيين جهاديين من الجزائر في تشكيل الخلايا الإرهابية الأولى في تونس، بعد الثورة التي أسقطت نظام زين العابدين بن علي، بمبادرة من عبد المالك دروكدال، بالإضافة إلى دور قادة ميليشيات ليبية سلفية في تموين الإرهابيين في تونس والقاعدة في الجزائر بالسلاح. وأوردت الدراسة الحديثة التي أصدرها المعهد الدبلوماسي الأمريكي، إن صعود التيارات السلفية الجهادية في تونس وليبيا والجزائر ومالي، ستكون له آثار عالمية وسيشكّل في غضون سنوات قليلة عنصر تهديد جدي للأمن القومي الأمريكي، وصنفت الدراسة 4 منظمات على أنها الأكثر تهديدا للأمن العالمي في شمال إفريقيا وللمصالح الأمريكية في المنطقة، وهي حركتا “أنصار الدين” في مالي و”أنصار الشريعة” في كل من تونس وليبيا، والقاعدة في بلاد المغرب والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وطلب المعهد الدبلوماسي الأمريكي المقرب من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، والذي ينفذ عدة مشاريع أبحاث لصالح ومصالح استخبارية أمريكية، بدعم المبادرة الفرنسية لمحاربة القاعدة في مالي ودعم القوى الديمقراطية في تونس وليبيا. وقال الباحث يونا ألكسندر، مدير المركز المشترك المتخصص في دراسات الأمن والإرهاب، إن القاعدة في شمال إفريقيا أقرب للولايات المتحدةالأمريكية ودول غرب أوروبا من القاعدة في أفغانستان وباكستان، وإن القاعدة تحاول إعادة تنظيم صفوفها في شمال مالي وتونسوالجزائر.