شارك تونسي، انضم إلى التوحيد والجهاد وقتل في عملية تيفنتورين، في تجنيد رعايا دول غربية للالتحاق بحركة التوحيد والجهاد وكتيبة الملثمين التي يتزعمها مختار بلمختار، وتوصل المحققون في عملية تيفنتورين إلى معلومات وتفاصيل جديدة حول تجنيد خلايا نائمة للقاعدة في دول غربية. يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي مع هيئات أمريكية أخرى، منها وكالة ''سي آي إي'' الأمريكية وأجهزة أمن من دول أوروبية وغربية، في ملف مئات المتطوعين الجهاديين من دول غربية وعربية وآسيوية، شاركوا في الحرب الليبية، بعد أن كشفت النتائج الأولية للتحقيق حول عملية تيفنتورين الإرهابية التي وقعت في الجزائر في جانفي ,2013 أن القاعدة والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا استغلت عمليات تجنيد المتطوعين لقتال قوات القذافي، من أجل تجنيد وزرع خلايا نائمة في دول غربية عدة منها فرنسا وبريطانيا وكندا، ويعمل المحققون الأمريكيون على تعقب عمليات التجنيد التي تمت والاتصالات عبر الأنترنت. وشارك لمين بشنب، الذي قضي عليه في تيفنتورين بمعية عضو تونسي في التوحيد والجهاد، في إدارة عمليات تجنيد رعايا دول غربية خلال عام ,2011 واستغلوا الحرب الأهلية الليبية وما رافقها من عمليات تجنيد لمتطوعين لقتال قوات القذافي، في تجنيد أعضاء جدد لصالح حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وكتيبة الملثمين وتنظيم القاعدة، واستفادت الحركات السلفية الجهادية في الساحل من سهولة الاتصال التي وفرتها الحرب في ليبيا للتواصل، مباشرة أو عبر الأنترنت في مواقع مقربة من جهاديين ليبيين مناوئين للقذافي، مع جهاديين في فرنسا وبريطانيا. وقالت مصادرنا إن هذه الحركات تمكنت طيلة عامي 2011 و2012 من تضليل أجهزة الأمن الغربية، عن طريق استغلال قنوات اتصال محسوبة على جهاديين ليبيين، إلى غاية الهجوم الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي الليبية. وقالت مصادر على صلة بالتحقيق في عملية تيفنتورين، إن التحقيق الجنائي الجزائري يسير بالتوازي مع تحقيق أمني تشارك فيه أجهزة أمن ومخابرات من بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية وكندا وفرنسا وإسبانيا. ويعمل المحققون عبر عدة قنوات، منها استجواب الموقوفين المنتمين للقاعدة الموجودين في موريتانيا وشمال مالي، والاستفادة من التنسيق مع دول مغاربية. ويسعى المحققون لكشف الخلايا النائمة لفرع القاعدة في بلاد المغرب في دول غربية، التي تم تكوينها خلال عامي 2011 و,2012 بعدما توصل المحققون إلى أن رعية تونسي يدعى ''س. قجو'' شارك في القتال إلى جانب ثوار ليبيا، ثم انضم إلى حركة التوحيد والجهاد، والتقى لمين بشنب القيادي في حركة أبناء الجنوب من أجل العدالة الإسلامية المسلحة، في ليبيا في شهر أفريل ,2011 وكان التونسي على صلة قوية بمجموعة من السلفيين الجهاديين الناشطين في لندن. وتشير مصادر موثوقة إلى أن عملية التجنيد الأولى لمواطنين من دول غربية تمت عن طريق متطوعين من جنسية فرنسية شاركوا في حرب ليبيا إلى جانب الثوار، ووفروا قناة اتصال جديدة لحركة التوحيد والجهاد وحلفائها في حركة أبناء الجنوب من أجل العدالة الإسلامية، وكتيبة الملثمين مع جهاديين من فرنسا وإنجلترا، وقد ساهمت قناة الاتصال هذه في تجنيد مواطنين من عدة دول غربية، منهم الكنديان خريستوس كاتسيروباس وعلي مدلج اللذان قتلا في عملية تيفنتورين في جانفي .2013 وقد أمّن العضو التونسي الجديد في حركة التوحيد والجهاد ومكّن التوحيد والجهاد وحليفها مختار بلمختار والقاعدة في بلاد المغرب، من الاتصال بمواطنين غربيين من ذوي الميول الجهادية، ووفر موطئ قدم للحركات السلفية الجهادية في الساحل فيما وراء المحيط الأطلسي.