شهدت مصلحة جراحة الأعصاب لمستشفى سليم زميرلي في الحراش، بداية جوان الحالي، إجراء عدد من العمليات الجراحية الدقيقة التي أجريت على مرضى يعانون من أورام على مستوى المخ، تمكن الفريق الطبي من استئصالها دون اللجوء إلى تخدير المريض، وذلك بغرض اتقاء مضاعفات ثانوية قد تنتج عن ذلك التخدير. وعن هذه العمليات الدقيقة خاصة أنها تجرى على مستوى عضو حساس من أعضاء جسم الإنسان، أكد لنا البروفيسور بن عيسى عبد النبي، رئيس مصلحة جراحة الأعصاب لمستشفى سليم زميرلي، أن اعتمادهم على طريقة نزع الورم دون تخدير المريض جاء من باب المحافظة على صحة المريض، مشيرا إلى أنه عادة ما يتعرض المريض الذي يخضع لعملية جراحية على مستوى المخ إلى شلل أو إلى فقدان استعمال بعض وظائفه الجسدية كأن يفقد السمع أو النطق مثلا. وأضاف البروفيسور أن لجوءهم لاعتماد تقنية الجراحة دون تخدير، يمكّنهم من نزع الورم فقط دون تعريض بقية مناطق المخ إلى التلف، ليؤكد المتحدث ذاته على أنهم تمكنوا، لحد اليوم، من إجراء 90 عملية جراحية مماثلة تمت بنجاح، حيث تمكن الفريق الطبي، خلالها، من استئصال الأورام المتواجدة على مستوى مخ المرضى، دون تعريضهم للشلل أو لخطر فقدان وظائف هامة ورئيسية من مختلف وظائف الجسم. تجدر الإشارة إلى أن هذه التقنية وأخرى باتت معتمدة بمصلحة جراحة الأعصاب بمستشفى زميرلي، وجاءت، حسب البروفيسور عبد النبي، بعد ممارسة متعددة وطويلة للفريق الطبي، إلى جانب استفادتهم من تجارب أساتذة وأطباء أجانب كانت لهم الريادة في مجال جراحة الأعصاب، ترددوا من فترة على القسم ذاته وقاموا بعمليات جراحية كانت بمثابة التكوين الطبي المتواصل لفريق زميرلي الطبي.