نفى رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، ما نسبته إليه بعض الصحف بشأن دعمه مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكد أن ثورة تونس محلية وليست قابلة للتصدير لا إلى الجزائر ولا إلى أي بلد آخر. قال الغنوشي في تصريح صحفي بمطار هواري بومدين، نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، قبيل مغادرته الجزائر، إن “ما نسب إلي بخصوص ترشيح بعض الوجوه السياسية لمنصب رئيس الجمهورية في الجزائر، هو محض اختلاق. حتى وإن كان هذا الموضوع مطروحا، فهذا ليس من شأني أن أرشح زيدا أو عمرا”، وأضاف الغنوشي “أنا لست ناخبا في هذا البلد الذي له أهله، ومنصب الرئيس في الجزائر مشغول من طرف من هو أهل له (يقصد الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة )، وأرجو أن نشهد في وقت قريب عودة فخامة الرئيس وسنحتفي جميعا بهذه العودة”. وقال “أنا لا أعلم بأي وجه أن الجزائر تبحث عن رئيس لها اليوم، لأن لها رئيسها وهو في مكانه الملائم والطبيعي وليس هنالك أصلا ترشيحات لهذا الموقع، لأنه مشغول من قبل من هو أهل له، إنه الرئيس الأخ والصديق عبد العزيز بوتفليقة وأرجو الله أن يعجل بعودته مظفرا سالما ليواصل مهامه”. وكان الغنوشي قد رد، أول أمس، على سؤال خلال ندوة صحفية مشتركة مع رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، عن رأيه في ترشيح هذا الأخير للرئاسة، فقال “مقري أهل لذلك، لكنني لا أملك أي صوت لأعطيه لأي مرشح في الانتخابات الرئاسية في الجزائر”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، في تصريح نقلا عن موقع “كل شيء عن الجزائر”، “لا أعتقد أن الشيخ راشد الغنوشي يكون أدلى بتصريحات تخص الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر. ما أعرفه أن الشيخ راشد شخص حكيم ولا افترض أنه صرح بما يمكن اعتباره تدخلا في الشؤون الداخلية للجزائر”. وكانت أزمة صامتة بين السلطات الجزائرية وحركة النهضة الحاكمة في تونس، قد حدثت قبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة في الجزائر، والتي جرت في ماي 2012، بعدما نسبت خلالها تصريحات إلى راشد الغنوشي وقيادات في حركة النهضة، عبّرت فيها عن أملها في فوز أحزاب التيار الإسلامي بتلك الانتخابات، لكن الغنوشي نفى لاحقا تلك التصريحات. وسألت “الخبر” الغنوشي عن اتهامات توجه إلى حركة النهضة بشأن سعيها لتصدير الثورة التونسية إلى الجزائر، فقال “الثورة التونسية إنتاج محلي موجهة للاستهلاك المحلي، وليست قابلة للتصدير لا إلى الجزائر ولا إلى غيرها. الثورة في تونس كانت نتيجة لقمع نظام دكتاتوري حكم تونس. أما الجزائر، فلها ظروفها الخاصة، وفيها قدر كبير من الحريات”. وحظي الغنوشي خلال زيارته الثالثة إلى الجزائر بعد ثورة 14 يناير، للمشاركة في ملتقى الشيخ محفوظ نحناح، باستقبال برتوكولي ورسمي، حيث كلف الرئيس بوتفليقة مستشاره محمد بوغازي بمرافقة الغنوشي، وأمر له بالإقامة في الإقامة الرئاسية بجنان الميثاق. والتقى الغنوشي خلال إقامته في الجزائر برئيس الحكومة عبد المالك سلال، ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح. كما التقى قيادة حمس، والفصيلين المنشقين عنها، حيث جمعه لقاء بمصطفى بلمهدي رئيس حركة البناء، وعبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير، ضمن دعمه لمساعي الوحدة بين ما يعرف ب"أبناء مدرسة الشيخ نحناح”.