أنهى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، مهام سفير الجزائر في باريس ميسوم سبيح وعين بدله سفير الجزائر في بروكسل عمار بن جامع. واللافت أن إنهاء مهام سبيح الذي يشغل المنصب منذ نحو ثماني سنوات تم خارج الحركة الدبلوماسية، ما يطرح عدة تساؤلات حول هذه الحركة المفاجئة، سيما وأن الرئيس بوتفليقة متواجد بباريس منذ نحو شهر ونصف الشهر في رحلة علاج. أبلغت رئاسة الجمهورية سفير الجزائر في باريس، ميسوم سبيح، بقرار إنهاء المهام منتصف نهار الإثنين، وفقا لمصادر تحدثت ل”الخبر”. وأفيد بأن عمار بن جامع هو من عوض سبيح في المنصب قادما من سفارة الجزائر في بلجيكا، وبن جامع دبلوماسي قضى مساره المهني في الدبلوماسية، وسبق له أن اشتغل سفيرا في اليابان وبريطانيا، كما سبق وشغل منصب أمين عام في وزارة الخارجية عام 1999. والملاحظ أن عملية التعيين الجديد لسفير الجزائر بباريس، أهم العواصم في تقليد موظفي وزارة الخارجية، تم خارج الحركة الدبلوماسية المعتادة، ما يعني احتمالين، إما أن سبيح البالغ من العمر 77 سنة ارتكب خطأ مهنيا في وجود رئيس الجمهورية وبعض أفراد عائلته في العاصمة الفرنسية منذ أكثر من شهر ونصف في إطار رحلته العلاجية من الوعكة الصحية التي تعرض لها يوم 27 أفريل الفارط، وإما أن سبيح نفسه من ألح في طلب الإعفاء من المهام، خاصة وأن علاقته ببوتفليقة تعرف بالوطيدة وتعود للسنوات التي كان فيها بوتفليقة وزيرا للخارجية، وقد عين في هذا المنصف قبل ثماني سنوات رغم وجوده حينها في التقاعد. وفي نفس السياق تصف مصادر دبلوماسية عمار بن جامع بأنه من الشخصيات التي برز دورها سنوات التسعينات، وكان من أشد المدافعين عن توجهات الدولة في عز فترة محاربة الإرهاب، ولما قدم بوتفليقة للحكم كان بن جامع أمينا عاما لوزارة الخارجية، وفي أول حركة دبلوماسية لبوتفليقة حوله سفيرا للجزائر في اليابان.