اعترف ممثل الجزائر في باريس بوجود مشاكل دبلوماسية مع فرنسا، يتحمّل أغلب أسبابها الطرف الفرنسي، ويتعلق ذلك بقضية الدبلوماسي محمد زيان حسني ورهبان تيبحيرين التي تم استغلالها وإدراج الجزائر في قائمة البلدان التي أعلنت كل من فرنسا وأمريكا بأنها قد تشكّل خطرا على أمنها. كشف سفير الجزائر لدى فرنسا، ميسوم سبيح، بأن العلاقات الجزائرية الفرنسية تشهد نوعا من الاضمحلال في الوقت الحالي، وأكد ذلك قائلا: "إن هناك تشنج حول بعض المسائل الحساسة، على غرار تلك الخاصة بالدبلوماسي محمد زيان حسني ورهبان تيبحيرين التي تم استغلالها وإدراج الجزائر في هذه القائمة الخاصة بالبلدان التي قد تشكّل خطرا"، وهذا يعد إشارة غير مباشرة إلى أن الطرف الفرنسي هو المتسبب في افتعال هذه القضايا. واعتبر السفير ميسوم في أول خرجة إعلامية رسمية، له تعبّر عن وجهة نظر الجزائر نحو فرنسا، أن ماقامت به كل من واشنطن وباريس بشأن إدراج الجزائر ضمن قائمة البلدان الخطرة بأنه يعد "إجراء تمييزيا"، وأضاف مستهجنا "نحن لا نفهم كيف تم تصنيف الجزائر، في الوقت الذي أعربت فيه السلطات الفرنسية عن ارتياحها لنوعية التعاون الثنائي في مجال الأمن ومكافحة الارهاب". وقد أكد ممثل الجزائر لدى باريس ميسوم سبيح، الجمعة الفارط، بعد اللقاء الذي أجراه مؤخرا مع أمين عام وزارة الخارجية الفرنسية عزم الجزائر "التوصل إلى سحب اسم الجزائر من قائمة البلدان التي قد تشكّل خطرا، مما أدى إلى تشديد المراقبة على مسافري هذه الدول على مستوى المطارات". وأوضح سبيح في هذا الموضوع، بأن "الجانب الفرنسي قد سجل عزم الجزائر الحصول على سحب اسمها من القائمة". هذا، وقد رفض السفير الحديث عن "أزمة" بين الجزائر وباريس. وبخصوص الضجة التي أثيرت حول الزيارة التي كانت مبرمجة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للجزائر، شدد سبيح على نفي المعلومات التي روجتها صحف فرنسية حول رفض السلطات الجزائرية استقبال كوشنير، موضحا أن كوشنير كان من المنتظر أن يقوم بزيارة إلى الجزائر في 18 جانفي المنصرم بدعوة من نظيره الجزائري مراد مدلسي، لكن قائد الدبلوماسية الفرنسية هو من طلب تأجيلها. وشدد السفير سبيح على أن زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى فرنسا، لم تتأجل، بما أنه لم يتم تحديد أي تاريخ، مركزا على أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الذي دعا الرئيس بوتفليقة للقيام بزيارة دولة إلى فرنسا، ولم يكشف بأنه لم يتم إلى حد الآن تحديد تاريخ مضبوط لزيارة الدولة المنتظرة، لاسيما مع ما تتطلبه الزيارة من مناخ جديد وملائم حتى يكون لها النجاح المنتظر. ولم يفوت سبيح الفرصة لكشف بعض الغموض الذي شاب الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام للرئاسة الفرنسية بول غيون والمستشار الدبلوماسي جون دافيد لوفيت إلى الجزائر، وقال سبيح إنها "سمحت بتحديد أحسن للمسائل العالقة والوقوف على تطلعات الجزائريين"، ملّحا "على أهمية توافر البعد الإنساني كعامل توازن في علاقات الجزائر مع فرنسا".