السل مرض خطير مازال يودي بحياة الكثير، أكثر من 8 ملايين حالة جديدة، وأكثر من 5, 1 مليون حالة وفاة في 2011 عبر العالم. هو مرض عدوي، أي سببه مكروب معروف منذ القديم، يدعى ''ميكوباكتريوم تبركيلوزيس''، والذي تم اكتشافه في القرن التاسع عشر من قِبل الطبيب الألماني كوك، لهذا أصبح يحمل اسمه. يتم تشخيص الداء عند الشخص المصاب عند ظهور ''ميكوباكتريوم تبركيلوزيس'' في بصاقه، كما يعاني المصاب من جملة من الأعراض مثل السعال والحمى والتعرق وتراجع الوزن والعياء والإهباط، ثم الإدماء، الذي يصحب السعال. يبقى هذا المرض خطيرا، لأن الجرثوم الذي يسببه سرعان ما ينتقل إلى أعضاء أخرى في الجسم، مثل الكبد والطحال والكلية والعظام والبشرة..إلخ. كما إن السل مرض متعدد الأوجه، قد يمس الرئتين، وهذه حالة كبيرة الوجود، كما يخص أحيانا أخرى مناطق، مثل العظام أو الكلية أو الجهاز التناسلي أو حتى المخ.. إلخ. يصاب الإنسان بداء السل عند الاحتكاك بحامل الجرثوم، سواء كان مريضا أو لا، فهناك حاملين الجرثوم دون ظهور علامات المرض عليهم، والذين ينقلون الداء إلى ذويهم وباقي الناس، ويساعد على هذا الصحة العليلة وسوء التغذية والملبس والسكن وتعاطي المخدرات والكحول والتدخين والاكتظاظ وتناول الأدوية عشوائيا والأمراض المزمنة.. إلخ. ويمكن في بعض الأحيان النادرة الإصابة بهذا الداء عن طريق دخول الجرثوم جسم الإنسان عبر المخاطي أو جرح. لقد تراجع انتشار مرض السل عبر العالم بعد الحرب العالمية الثانية، بفضل اكتشاف المضادات ضد هذا الجرثوم، وتم فيما بعد اكتشاف مضادات حيوية أخرى أكثر نجاعة، ما أدى إلى اختفاء الداء في الكثير من الدول عبر العالم. لكن يبقى الشفاء من هذا الداء، إلى يومنا هذا، يتطلب الكثير من العزم والإرادة والصرامة في متابعة العلاج طول المدة الضرورية، التي قد تمتد إلى سنة أو أكثر، كما يبقى كل مصاب بداء السل تم شفاؤه معرضا لظهور المرض من جديد في أي وقت من حياته. في الوقت الراهن داء السل أصبح قابلا للشفاء، حيث يكفي فقط اتباع العلاج بصرامة وجدية، لتبدأ الأعراض بالتراجع منذ الأسابيع الأولى من بداية تناول العلاج، لكن تبقى المضاعفات ممكنة، أحيانا، إذا تخلى المريض عن دوائه، أو كان حاملا لمرض مزمن أو من فئة المسنين.