الكرة المغاربية مريضة والاحتراف لا يزال بعيدا عن مقاييسه عبر اللاعب الدولي السابق للمنتخب التونسي لحزامي تميم في حوار ل”الخبر” التي التقته أول أمس في سكيكدة بمناسبة احتفالية جيل عزابة، عن عدم رضاه بالوضع الذي آلت إليه الكرة العربية التي وصفها بالمريضة، وعدم قناعته بما يُعرف بالاحتراف في كل من تونسوالجزائر والمغرب، معترفا في سياق آخر بتحسن المنتخب الجزائري الذي رشحه للتأهل إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل، مع اعترافه بقدرات التقني البوسني وحيد حليلوزيتش الذي واصل العمل على رأس العارضة الفنية ل”الخضر” رغم نكسة ”الكان” الأخيرة. بحكم خبرتكم كيف تقيمون منافسات كأس إفريقيا الأخيرة بجنوب إفريقيا؟ كأس إفريقيا لم يعد لها وزن أو مستوى، وخاصة بالنسبة لبلدان المغرب العربي، وأهم شيء لها هو المشاركة في كأس العالم، وحتى ”الكاف” فهمت أن الأفارقة أصبحوا لايهتمون ب”الكان”، وهذا من خلال المستوى الهزيل الذي يظهرونه في هذه المنافسة، عكس ما يبذلونه في نواديهم. وما هي تكهناتك في حال تقابل المنتخبين الجزائري والمصري في الدور التصفوي الأخير المؤهل لمونديال البرازيل؟ في حالة التقى المنتخبان من جديد بعد مرور أربع سنوات عن ملحمة أم درمان، فالكلمة حسب توقعاتي ستكون للجزائر لأنها أحسن من المنتخب المصري. ومن جهة أخرى يمكن أن أقول إن الحظوظ متساوية بين المنتخبين، عكس المنتخب التونسي الذي مرَّ بفترة صعبة نتيجة ما عاشته البلاد في العامين الماضيين، ورغم هذا أتمنى أن تفوز تونس في حالة مقابلتها لواحد من الفريقين المذكورين، أقول هذا كلاعب سابق في تونس. كيف تقيم مردود المنتخب الجزائري لحد الآن؟ الجزائر تملك منتخبا مستقرا ويضم عناصر ممتازة، واستقرارا في العارضة الفنية، وهذا ما يتطلب أن يكون في كرة القدم، عكس تونس والمغرب، ولكن هذا لا يمنعني من القول إن لاعبي المغرب العربي مدلَّلون كثيرا، رغم أنهم ليس لهم ثقل في الساحة الأوروبية عكس اللاعبين الأفارقة الذين نجحوا في تجربتهم الاحترافية، لأن بطونهم خاوية ويعملون من أجل لقمة العيش، وهذا السر الذي رفع من مستواهم عكس اللاعب المغاربي. من خلال كلامكم نفهم أن الاحتراف في كل من الجزائروتونس والمغرب لم يطبق بحذافيره؟ ما تقوم به حاليا الدول الثلاث المذكورة لا يعد احترافا حقيقيا، لأن الأصح هو أن يبدأ الاحتراف بالبرعم الذي لا يتجاوز سن العاشرة، وليس الذي يفوق سنه العشرين، وعليه أقول إن ما يعرف بالاحتراف في الجزائروتونس والمغرب ما هو سوى شعار جاف، بدليل ضعف مستوى البطولات، خاصة في تونس رغم المليارات التي تملكها بعض النوادي، عكس الكثير من النوادي الجزائرية. *كيف تقيِّمون مستوى كرة القدم بين سنوات السبعينات والوقت الحالي؟ في جيلنا أي من 1962 إلى غاية 1975 كان هناك مدربون يعتمدون على التكوين ومحاطون بمسيرين محترمين، وهنا أوضح أن الأمر ليس قضية أموال وإنما قضية المكونين والمربين. في جيلنا لم يكن هناك مسؤول بل مربي، وفي الوقت الحالي أصبح المربي مسؤولا، والمشكل الجديد بين المدربين هو أن لا أحد يدافع عن الآخر كما يحدث عندنا في تونس، وعليه فالعديد من الدول أصبحت تستنجد بالمدرب الأجنبي المحترف الصارم في قراراته مع اللاعبين عكس المدرب الحلي. كلمة عن التقني البوسني وحيد حاليلوزيتش.. المدرب وحيد حاليلوزيتش يملك خبرة واسعة، وهو محاط بطاقم جيد وبرهن على عمله في المنتخب الجزائري، وعلى المسؤولين أن يتركوه يعمل، وهنا أنبه أن عدم الاستقرار على مستوى مدربي المنتخبات جعل الكرة في دول المغرب العربي مريضة.