ماجر كانت له فرصتان ولم يستغلهما.. وهمش اللاعبين القدامى المنتخب المغربي كان قادرا على هزمنافي عنابة التأهل إلى المونديال تسبب في تغليط الرأي العام -- لن أمدح روراوة من أجل المنصب يرى اللاعب الدولي سابقا، محمود فندوز، بأن التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا (2010)، تسبب في تغليط الرأي العام الرياضي، وجعل الناس يعيشون أوهاما، لكنهم سرعان ما اضطروا إلى الوقوف على حقيقة مستوى اللاعبين بعد نكسة مراكش. وقال أحد صانعي ملحمة خيخون في مونديال إسبانيا، إن المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش سيسقط في نفس الخطأ ما لم تتعمق السلطات العمومية في تشريح الأزمة لإيجاد وصفة ناجحة لها. حالة كرة القدم الجزائرية سيئة، فكيف يمكنك المساهمة في إنقاذها؟ لدي قرابة عشرين سنة تجربة في مجال التدريب، وأعتقد بأنني قادر على قيادة المنتخب الوطني، في الوقت الحالي، لكن أقول أيضا إنني لست الرجل الذي بإمكان رئيس الفاف، محمد روراوة، الرهان عليه، حيث لست الرجل الذي يميل إلى المدح من أجل الظفر بمنصب، رغم شعوري بأن روراوة يكن لي احتراما كبيرا عندما نتبادل الحديث. وأقول لرئيس الفاف أيضا، إن مستقبل كرة القدم الجزائرية، لن يبنى في غياب اللاعبين السابقين أصحاب الخبرة، خاصة النزهاء منهم، كما أن هذا الرجل يبقى له الفضل في تأهيل ''الخضر'' إلى كأس العالم. تبدو متحمسا للعمل في الجزائر بعد قيادتك لنادي النجمة اللبناني الموسم الجاري؟ بالنسبة لنادي نجمة، فقد انتهى عقدي معه، وقد نجحت في المهمة التي كلفت بها. أما بالنسبة للفريق الوطني، فلا أحد يمكنه اتهامي بالخيانة، بحكم أني أشتغل في الخارج، فأنا رجل تدربت في الجزائر وبلدي كان له الفضل في تكويني، والآن أريد بخبرتي و إمكانياتي المساهمة في إنقاذ كرة القدم الجزائرية، وأنا مستعد للتضحية من أجل الجزائر. هناك من اقترح عودة ماجر لتدريب المنتخب الوطني، ما رأيك؟ أعتقد بأن رابح ماجر استفاد من فرصة تدريب المنتخب الوطني في مناسبتين، وقد حان الوقت لتولي مدرب آخر تدريب الفريق، وأتذكر أنه حينما درب الفريق الوطني، لم يستفد ماجر من زملائه السابقين في المنتخب الوطني، في التعيينات الخاصة بتسيير المنتخب الوطني، وهذا ما تأسفت له شخصيا. كيف تقيم مشوار المدرب الوطني السابق، رابح سعدان في ضوء الأصوات التي تطالب بعودته؟ أنا محرج في مكان المدرب سعدان، وأقدر أن هذا الأخير كان عليه أن يترك مكانه بعد قيادته الفريق الوطني إلى مونديال المكسيك عام 1986، حينما أملت عليه السلطات المشاركة في كأس أمم إفريقيا بمصر في نفس السنة، بالمنتخب الوطني الأول الذي كان يحضر للاشتراك في كأس العالم. وكان يفترض على سعدان أن يرفض إملاءات السلطات وقتها عندما طلبت منه تحضير المنتخب الأول للمشاركة في النهائيات بمصر، بسبب وقوع منتخب المغرب في نفس مجموعة الجزائر في الدور الأول. كيف جاء تغيير الموقف من كأس إفريقيا؟ كان مقررا أن يشارك المنتخب الوطني الثاني في كأس إفريقيا بمصر، لجعل المنتخب الوطني الأول في أفضل الظروف للمشاركة في المونديال، وقد حذرت سعدان شخصيا، وطلبت منه أن يرفض طلب السلطات، لأن الضغط سيزيد على الفريق الأول في كأس العالم في حال لم نتأهل إلى الدور الثاني، والنتيجة كانت مشاركتنا سيئة في كأس إفريقيا لأننا خرجنا من الدور الأول ومشاركتنا كانت أسوأ في المونديال لأننا انهزمنا بثلاثية نظيفة أمام إسبانيا. معنى ذلك، أنك لا تشاطر الدعوات بعودة سعدان لتدريب ''الخضر''؟ انتهى عهد سعدان، وكان عليه أن يترك مكانه لمدربين آخرين بعد كأس العالم بالمكسيك، وما كان ينتظر كأس العالم بجنوب إفريقيا ليقرر الرحيل، وفي اعتقادي يوجد مدربون أكفاء محليون، لم يستفيدوا من فرصة تولي العارضة الفنية ل''الخضر''، وأنا لست ضد سعدان كشخص، وإنما أنا ضد سعدان كمدرب. كيف تفسر تراجع نتائج ''الخضر'' لم تكن النتائج جيدة حتى تعرف تراجعا، فالتأهل إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا تسبب في تغليط الرأي العالم، وأدى إلى الشعور بالأوهام، قلت إننا نملك لاعبين متوسطي المستوى قبل الاشتراك في كأس العالم، لكن وقتها لا أحد كان يستمع للآراء المتشائمة والواقعية، لكن بعد نكسة مراكش، سكن اليأس الجزائريين، وبدأ هؤلاء يطرحون تساؤلات حول حقيقة مستوى الفريق الوطني. وكيف تتوقع مشوار البوسني، وحيد حاليلوزيتش على رأس ''الخضر''؟ ماذا بإمكان المدرب الأجنبي أن يفعله في الظروف الحالية التي تحيط بلعبة كرة القدم في الجزائر؟ وحتى إن تأهل الفريق الوطني إلى مونديال البرازيل (2014) تحت قيادة المدرب البوسني، فإن ذلك لا يعني أننا وجدنا وصفة لمتاعب كرة القدم، لأننا سنقع في نفس الخطأ الذي وقعنا فيه عندما تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا. وفي تقديري، يتعين الخوض في عمق المشاكل لحلها بصورة جذرية. ما المطلوب فعله بالضبط؟ يفترض أن الأندية الجزائرية تشكل خزان المنتخب الوطني، والواقع أن اللاعبين الذين يشكلون الفريق الوطني في الوقت الحالي، مستوردون. وبناء على ذلك، يستوجب ضبط مرحلة انتقالية تتراوح بين 4 و5 سنوات قبل الدخول في الاحتراف، لتكوين الأندية على الطرق الصحيحة للاحتراف، مثلما هو معمول به في كل العالم. وإلى جانب ذلك، يجب على الدولة أن تبادر باعتماد مشروع إصلاح كرة القدم، يضع الأسس العامة للنهوض باللعبة. الهزيمة أمام منتخب المغرب لا تزال مؤثرة، فهل لديك شعور بأن ''الخضر'' تلقوا صفعة تاريخية؟ المغرب كان قادرا على الفوز على المنتخب الجزائري في لقاء الذهاب بملعب عنابة، وأنا متأكد أنه لو كان منتخب آخر غير الفريق المغربي الذي واجه الفريق الجزائري، لكان هذا الأخير انهزم أمامه بثلاثية نظيفة، وحتى لقاء العودة، لم يعكس فوز الفريق المغربي برباعية مستوى المغاربة. أما النتيجة، فهي انعكاس لسياسة غير مدروسة، دفعنا ثمنها غاليا.