صرح الممثل الشهير أرنولد شوارزنيغر، الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا ورئيس منظمة منطقة العمل المناخي "أر20"، أن مباحثاته مع الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير البيئة عمارة بن يونس، كللت بالنجاح بفضل الإرادة السياسية القوية التي أبدتها الجزائر من أجل إنجاح المشروع الذي يجري تجسيده بدعم خاص من الأممالمتحدة في إطار مسعاها لإنشاء علاقات شراكة بين جميع دول العالم للالتزام بحماية البيئة، وكشف المتحدث عن انعقاد قمة حول البيئة العام المقبل تتناول النتائج التي توصلت اليها منظمته. قال شوارزنيغر خلال الندوة الصحفية المشتركة مع الوزير بن يونس، لم تتجاوز 15 دقيقة، إنه فوّت فرصة اشتغاله بالسينما ولم يعالج قضايا البيئة فيها، رضوخا لرغبات المنتجين والمشاهدين الذين يبحثون عن الإثارة في أفلامه.. لكنه من الآن فصاعدا سيكون بالفعل “ترميناتور” البيئة. وحث شوارزنيغر صانعي الأفلام على جعل البيئة من أهم مضامين أعمالهم خدمة للإنسانية والحياة على كوكب الأرض.. لأن مئات الآلاف من الأشخاص يموتون يوميا من جراء التلوث البيئي خاصة الانبعاثات الغازية القاتلة، وإن شجع من جهة أخرى المدافعين عن البيئة للعمل أكثر في الميدان. وكشف الممثل الشهير، الذي كان يحظى بمرافقة أمنية مشددة، شاركت فيها تشكيلة من رجال الأمن الرئاسي، قل نظيرها بالنسبة لضيوف الجزائر، بالإضافة إلى تخصيص سيارة رئاسية لنقله في موكب مهيب، عن سعادته بوجوده بالجزائر وربطه علاقات قوية تمتد الى المستقبل. وقال آرنولد أن بلاده تنظر إلى دول العالم على أنها خيار جيد للانطلاق في مشروع الحفاظ على البيئة. مقدرا بأن الجزائر تستطيع أن تلعب دور القيادة والاتصال في المنطقة. وعليه، فإن منظمته ستسعى في إطار الشراكة المبرمة مع الحكومة الجزائرية لتوسيع عملها مع المنظمات الحكومية والخاصة وجمعيات المجتمع المدني والإعلام والسلطات المحلية على مستوى المدن، والشروع في الانتشار نحو باقي الدول الافريقية لتمثل إضافات إلى 20 دولة أخرى شرعت بالعمل في هذا الإطار. وأردف أن المنظمة عرفت انضمام أزيد من 500 فاعل في المجال بعدما انطلقت ب20 مشاركا فقط. وتحدث أرنولد عن الرغبة الكبيرة في التخفيف من الانبعاثات الغازية وتفادي خطر الاحتباس الحراري باستخدام التكنولوجيات الحديثة والعمل على “التخلص من النفايات ورسكلتها وتطهير الجو”، باعتبار أنها من أهم مشاريع الطاقات المتجددة التي توفّر مداخيل معتبرة قائلا: “الماء سيكون يوما ما أغلى من البترول، لذا ينبغي الاهتمام بهذا النوع من الطاقات”. وهو ما سيحاول تجسيده من خلال إنشاء فرع لمؤسسة شوارزنيغر للشباب والبيئة بالجزائر، وكممثل يرى أرنولد أن الأفلام ينبغي أن تحمل رسائل هامة في مجال حماية البيئة “إلا أن المشاهد للأسف يبحث عن الإثارة أكثر”. من جانبه، قال وزير البيئة أن الجزائر تسعى للحصول على الخبرة اللازمة من أجل تحويل مدينة وهران إلى مدينة نموذجية والانطلاق في تجسيد مشروع المنظمة غير الحكومية “أر 20” التي تسعى إلى الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وتعميم أحسن الممارسات والسياسات في مجال الطاقات المتجددة بهدف تحقيق اقتصاد أخضر. وفي الباهية وهران، رسّم “أرنولد شوازنيغر”، التي حل بها رفقة الوزير بن يونس، التحاق وهران بخمس مدن عالمية اختارتها المنظمة وهي جنيف، بكين، لوس أنجليس وريو دي جانيرو. كما أعلن النجم الأمريكي عن انتهاء تصوير فيلمه الجديد الذي يحمل اسم “شورينغ”، الذي يشرح فيه فلسفته في رفع التحدي من أجل الوصول إلى بيئة خالية من التلوث. وكان أرنولد شوازنيغر استهل زيارته لوهران من ساحة أول نوفمبر، واستمتع بمختلف الطبوع الفولكلورية وفرق الفنتازيا. وأوضح ضيف وهران في كلمة مقتضبة بأن الهدف الرئيسي الذي تم تسطيره من طرف منظمته، هو الوصول إلى نسبة صفر في المائة من النفايات بوهران، مؤكدا بأنه سيتم فيما بعد تعميم هذه التجربة على جميع الولاياتالجزائرية.