تم أمس، بمقر رئاسة الحكومة، التوقيع على اتفاق شراكة بين الجزائر والمنظمة غير الحكومية "أر 20"، تقضي بفتح مكتب تابع لهذه المنظمة غير الحكومية خاص بمنطقة حوض المتوسط بولاية وهران.وقد حضر الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال حفل التوقيع الذي مثل فيه من الجانب الجزائري وزير البيئة والتهيئة والإقليم والمدينة السيد عمارة بن يونس والمنظمة الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا الأمريكية، السيد ارنولد شوارزنيغر. واختيرت ولاية وهران للاستفادة من الخبرة الأمريكية في مجال تسيير ومعالجة النفايات المنزلية، على أن يتم توسيع البرنامج تدريجيا ليشمل باقي المدن الجزائرية. وأكد الرئيس الشرفي لمنظمة "أر 20 "، أن اختيار الجزائر جاء من موقعها الاستراتيجي وفعاليتها في مجال البيئة، بحيث ستحتضن اللقاء الأول لمكاتب المنظمة في إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط السنة القادمة في وهران، مضيفا عقب التوقيع على الاتفاقية وقبل الانطلاق نحو وهران لفتح المكتب، إن للجزائر نشاط فعّال في مجال البيئة والطاقات النظيفة، مبديا استعدادا للتعاون والتنسيق للرقي بواقع البيئة ومواجهة الرهانات المستقبلية. وعبر الحاكم السابق للوس أنجلس والممثل الشهير، الذي ارتبط اسمه بدوره الشهير في بطولة فيلم "ترميناتور" عن ارتياحه الكبير وامتنانه للعمل مع الجزائر في مجال البيئة، مؤكدا في ندوة صحفية مشتركة مع وزير البيئة عقدت بفندق الأوراسي، أن حماية البيئة هي مسؤوليات الحكومات والدول، خاصة وأن تلوث الجو والمحيط أصبح اليوم يقتل الأطفال، الأمر الذي يستوجب تكثيف الجهود من أجل التخفيض من نسبة هذا التلوث الذي أصبح يقتل الملايين في العالم. ومن جهته، أكد وزير البيئة وتهيئة الإقليم والمدينة، السيد عمارة بن يونس، أن وهران ستكون مدينة نموذجية وتجسد مساعي ورهانات الحفاظ على البيئة، من خلال الطاقات المستقبلية والطاقات المتجددة، مضيفا أن اختيار منظمة "أر 20" للجزائر جاء على حرص السلطات ووعيها بالرهانات البيئية. كما قال إنه تم اختيار الجزائر من بين ال20 منطقة الأكثر أهمية والأكثر تمثيلا في العالم، قصد تطوير ووضع مشاريع مستدامة على المستوى الجهوي، خالية من اوكسيد الكاربون، مشيرا إلى أن الجزائر تهتم بكل ما يتعلق بالبيئة من التغيرات المناخية وغيرها، إلا أنها تعاني من مشكل أساسي يتعلق بالنفايات المنزلية من جمع، نقل، ردم وإعادة الرسكلة، وأنّ هذه المنظمة (ار 20 ) -يضيف الوزير- تتوفر على خبرة كبيرة في هذا المجال، وستساعد الجزائر كثيرا على أن تكون المرحلة الأولى بولاية وهران قبل تعميمها لتشمل المدن الجزائرية الأخرى. كما أن اختيار مدينة وهران، جاء كون هذه الأخيرة تتوفر على جميع العناصر المطلوبة من طرف المنظمة العالمية، ولأنها ستصبح عاصمة البحر الأبيض المتوسط بالنسبة لهذه المنظمة العالمية الناشطة في مجال حماية البيئة منذ 2010، علما أن الجزائر ستشغل منصب نائب الرئيس الخاص بإفريقيا. ومن جهته، أكد المدير التنفيذي لمنظمة "ار 20 "السيد كريستوفر نوتال، أن المحادثات التي جرت بين الوزير الأول والرئيس الشرفي للمنظمة أفضت إلى الاتفاق على عقد اجتماع لمكتب وهران خلال السنة المقبلة، تحضره جميع الدول الإفريقية والمتوسطية، موضحا أن الهدف المرجو من الاتفاق المبرم بالجزائر هي بداية ديناميكية تهدف إلى بلوغ نسبة 40 بالمائة من حل مشكل النفايات المنزلية، لتصل هذه النسبة إلى 75 بالمائة في غضون سنة 2025. للإشارة، تعتبر "ار 20" منظمة غير حكومية أسسها شوارزنيغر في سنة 2010 بدعم من الأممالمتحدة، كما تعد أيضا تحالفا بين حكومات محلية وشركات خاصة ومنظمات دولية ومنظمات غير حكومية ومعاهد أكاديمية ومؤسسات مالية. وتكمن مهمتها في المساعدة على تنفيذ المشاريع ذات انبعاث قليل للكاربون، وكذا في تلقين أحسن الممارسات والسياسات في مجال الطاقات المتجددة بهدف تحقيق اقتصاد أخضر. وكان الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، استقبل أمس برئاسة الحكومة، الحاكم السابق لكاليفورنيا ورئيس المنظمة غير الحكومية "أر20 "، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام، وبحضور وزير التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة، عمارة بن يونس.