رغم تأكيدهم لرغبة كبيرة للاستثمار في الجزائر، إلا أن رجال أعمال بريطانيين لم يفوّتوا فرصة ملاقاة السفير الجزائري بلندن، من أجل طرح عدة تساؤلات حول مناخ الاستثمار والأوضاع الأمنية وحتى استقرار القوانين، وهي عوامل أضحت تشكّل هاجسا للمستثمرين الأجانب. أشار رؤساء مؤسسات بريطانيين إلى رغبتهم في تعزيز حضورهم بالجزائر خلال لقاء نظمه مجلس الأعمال الجزائري البريطاني للتقييم السنوي للعلاقات بين البلدين، حول فرص الأعمال بالجزائر والذي ضم عدة شخصيات، على غرار اللورد مارلاند المبعوث الخاص للوزير الأول المكلف بالتجارة واللورد ريسبي، ممثل الوزير الأول المكلف بترقية الشراكة مع الجزائر وسفير الجزائر بالمملكة المتحدة السيد عمار عبة، بالإضافة إلى عدة رجال أعمال. وقد استغل رجال الأعمال البريطانيون فرصة ملاقاة السفير الجزائري بلندن لطرح عدة تساؤلات ونقاط متعلقة بالاستثمار، أهمها الظروف الأمنية للجزائر خاصة بعد حادثة تيڤنتورين ومناخ الإستثمار وكذا القوانين والتشريعات، وهي كلها أمور أدت إلى تراجع قيمة الاستثمارات الأجنبية في الجزائر في 2012 ب42 بالمائة حسب التقرير الذي أصدرته لجنة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية. وهو ما حاول السفير الجزائري بلندن الرد عليه، من خلال إبراز التطور الايجابي للعلاقات الثنائية، مؤكدا أن هذه السنة كانت متميزة بالنسبة للعلاقات بعد الزيارة التي قام بها الوزير الأول دافيد كامرون إلى الجزائر. واعتبر عبة أن هذه الزيارة سمحت بالرفع من مستوى المبادلات. مضيفا أن العلاقات تتعمق على مستوى الشراكة وهذا يترجم على أرض الواقع. مذكرا على سبيل المثال بإعادة فتح المركز الثقافي البريطاني والزيارة التي قام بها مفتشون في اللغة الانجليزية إلى بريطانيا في إطار التعاون ومشاريع الشراكة القائمة بين البلدين في قطاعات السياحة والصحة والتربية. وخلال تقديمه لوضعية العلاقات الحالية بين البلدين، أبزر اللورد مارلاند حسب وكالة الأنباء الجزائرية إرادة حكومة بلده في تعميق العلاقات الثنائية مع الجزائر أكثر فأكثر وكذا توسيع التعاون إلى قطاعات أخرى. مؤكدا أن الوزير الأول يضع الجزائر من بين البلدان العشرة الأولى التي ستعمل معها المملكة المتحدة على مضاعفة مبادلاتها. وفي هذا السياق، دعا اللورد ريسبي المؤسسات البريطانية إلى تطوير أعمالها بالجزائر. مذكرا بأهمية وتيرة الزيارات التي تبادلها المسؤولون البريطانيون والجزائريون. للإشارة، فقد تجاوز حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وبريطانيا 7ر4 مليار دولار في 2012. وتعدّ بريطانيا زبون الجزائر السابع وممونها ال 13 حسب الأرقام الأخيرة للجمارك الجزائرية.