قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن خطر الجماعات الإرهابية المنتشرة في الساحل الإفريقي، بات أكبر من خطر “القاعدة” في نواتها الأولى بأفغانستان وباكستان، وتحدث أوباما عن “بعد عن المعايير الديمقراطية” في حالة مالي ما سبب انتشار الإرهاب. ذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه إذا كانت النواة الصلبة للقاعدة الناشطة في المنطقة الواقعة بين باكستان وأفغانستان قد تم إضعافها، فإن مشكلة الإرهاب قد “تضاعفت وانتشرت” في مناطق أخرى من العالم من خلال بروز عدة جماعات إرهابية إقليمية، واعتبر الرئيس الأمريكي أن هذه الآفة تستمد جذورها من المشكلات الأصلية لهذه الدول. وشرح أوباما في جامعة “سويتو” خلال زيارته إلى جنوب إفريقيا قناعته بأن الإرهاب “مدعو للبروز والانتشار في الدول التي لم تتم فيها معالجة المسائل الخاصة بتلبية الحاجيات الاجتماعية للمواطنين وتسوية مصادر النزاعات بصفة ملائمة”. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن أوباما أنه ذكر حالة مالي حيث يعود جزء من المشكلة في هذا البلد حسبه إلى “حكومة ضعيفة” ومؤسسات بعيدة “عن المعايير الديمقراطية”. واعتبر أوباما أن الديمقراطية والحكم الراشد “هي أهم آليات الوقاية من الإرهاب”، وبالتالي فإن الحل العسكري لا يكفي وحده لمواجهة الإرهاب، بل يتعلق الأمر هنا بتوفير فرص للشعب وتعليمه وتسوية النزاعات من خلال مسارات ديمقراطية منتظمة، وفي نفس الوقت دعا الرئيس الأمريكي إلى التحلي “بالواقعية” مع الاعتراف بأن جماعات متطرفة لا تقبل الحلول الوسطى وترفض المسار الديمقراطي، “في هذه الحالة فإننا نريد التعاون مع الدول الإفريقية حتى نفهم كيف لنا أن نساعدها”. وأجاب أوباما على انتقادات تتعلق بالتدخل الأمريكي العسكري: “لقد تم انتخابي لوضع حد للحرب. لقد أنهيت واحدة (بالعراق) وإنني حاليا بصدد إنهاء أخرى (بأفغانستان من خلال انسحاب الجنود الأمريكيين)”، وأضاف “فكرة أن الولاياتالمتحدة تريد التدخل عسكريا عبر مختلف مناطق العالم ليست صحيحة على الإطلاق”، ليتابع “ذلك يكلف الكثير من المال، والولاياتالمتحدة على غرار دول العالم يجب أن تفكر في ميزانيتها”، وأكد بهذا الصدد أن التدخل العسكري المتكرر للولايات المتحدة في دول أخرى لم يكن ناجعا لأن السكان المحليين الذين يحاربون الإرهاب “يعتبروننا دخلاء يفرضون أنفسهم عليهم”. وفي سياق مكافحة الإرهاب في إفريقيا جدد أوباما تأكيده على أن الولاياتالمتحدة تفضل تعزيز قدرات الدول الإفريقية من خلال التجهيزات والاستشارة والتكوين.