حذّرت مجموعة من الشخصيات السياسية والقيادات الإسلامية في الجزائر، مكونات الساحة المصرية، سلطة ومعارضة، بعدم تكرار التجربة المأساوية المرّة التي مرت على الجزائر في التسعينيات. أعلنت قيادات في الصف الإسلامي في الجزائر التي أصدرت وثيقة “أداء النصح لأشقائنا في مصر” رفضها “إراقة الدم المصري تحت أي مبرر، وإدانة ذلك بصوت عال من طرف الجميع”، ودعت إلى “تغليب منطق العقل والحكمة واعتماد الحوار والحفاظ على المؤسسات الدستورية والشرعية الشعبية، التي أنتجتها الديمقراطية الفتية في مصر ما بعد الثورة، والتجنيد لحمايتها من كل ألوان التشويه والتحريف”. ووقّع “وثيقة النصح” قياديان سابقان في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، وهما علي جدي وعبد القادر بوخمخم، وقيادات في جبهة التغيير، بينهم أحمد الدان ومنصور عبد العزيز، وعدد من نواب البرلمان الجزائري وأدباء ومثقفون، بينهم الروائي علي صحراوي. وناشد الموقّعون على الوثيقة، كافة الأطراف المصرية “احترام إرادة الشعب في التعبير السلمي الديمقراطي والانسجام مع تطلعاته ضمن حدود الشرعية، واحترام قوانين الجمهورية المصرية، وفي مقدمتها الدستور”. وحذرت الوثيقة من “ارتكاب أي سلوك يدفع بالمصريين نحو الإنزلاقات التي لن يستطيع أحد التحكم في مآلاتها، ولا يعلم أحد نهاياتها ولا انعكاساتها الخطيرة على مصر وعلى المنطقة العربية بأكملها “ ودعت “جميع أنصار الحرية والديمقراطية في العالم إلى دعم وحدة الشعب المصري بمختلف مكوناته، والوقوف إلى جانب الشرعية والتداول السلمي على السلطة وفق الآليات الديمقراطية”. وأدانت “وثيقة النصح” “جميع ممارسات العنف والتدمير والحرق من أي طرف كان وتحت أي مبرر”، ودعت “الأزهر الشريف وكافة العلماء والكنيسة، للقيام بواجبهم الوطني والديني في حماية توافق وتعايش النسيج الوطني المصري وتحريم الاقتتال بين المصريين تحت أي مبرر”. وحذّرت الوثيقة من أن “تؤدي التوترات الراهنة التي بلغت حد الاحتقان والانسداد في مصر، إلى تكرار التجربة المرّة في الجزائر، والتي انتهت إلى مأساة وطنية خلّفت جراحات عميقة جدا”. وفي السياق نفسه، حذّر عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية الشيخ عادل نصر، من تكرار السيناريو الجزائري في مصر، وقال نصر في تصريح صحفي “ما يلوح في المشهد الآن، هو تكرار للسيناريو الجزائري الأليم إن لم نغلّب الحكمة ونتجنب الهوى”، وحذّر نفس المصدر شباب الحركة الإسلامية في مصر من الانجرار إلى المواجهة المسلحة مع العسكر مثلما حدث في الجزائر.