إقالة مدير ديوان رئيس المجلس وتعيين عبد الرشيد طبي مؤقتا استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، أمس، ثلاثة نواب من جبهة التحرير الوطني، وردت أسماؤهم في القائمة التي عيّنها منسق المكتب السياسي للأفالان عبد الرحمن بلعياط في هياكل البرلمان. وظل ولد خليفة يرفض استقبال الهيئة المعينة من بلعياط، كموقف مساند لجماعة الطاهر خاوة، رئيس الكتلة البرلمانية، الذي يؤكد أنه جمع 194 توقيعا إلى جانبه. لم يغيّر رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، من موقفه إزاء القائمة التي عيّنها عبد الرحمن بلعياط لشغل مسؤوليات في البرلمان ضمن حصة الهياكل التي عادت لجبهة التحرير الوطني، لكن ولد خليفة رضخ في النهاية لضغوط مارسها بعض أنصار القائمة الجديدة، وبتحريض من بعض أعضاء المكتب السياسي، باستقباله لثلاثة نواب، بينهم لبيد محمد الذي عيّنه بلعياط رئيسا للكتلة البرلمانية خلفا للطاهر خاوة. ومعلوم أن قرابة عشرين نائبا حاولوا الاعتصام في الرواق المؤدي لمكتب رئيس المجلس الشعبي الوطني، وحاولوا طيلة أول أمس ملاقاة ولد خليفة. وقد دفعت محاولة النواب المحسوبين على بلعياط الاعتصام في رواق رئيس المجلس، العربي ولد خليفة، إلى إقالة مدير ديوانه عبد الحليم ميلودي في ساعة متأخرة أول أمس، وعيّن مكانه بشكل مؤقت عبد الرشيد طبي. وأفيد أن ولد خليفة غضب من تصرفات رئيس ديوانه، بسبب “إغماض العين” على تحركات النواب المستاءين، واعتبره متساهلا مع محاولتهم تصعيد اللهجة داخل قبة المجلس الشعبي الوطني. وطلب ولد العربي من النواب الذين التقى بهم، أمس، وهم لبيد محمد المقترح كرئيس كتلة برلمانية، وزبار برابح المقترح رئيس لجنة الخارجية وعكوباش مسعود المقترح نائبا للرئيس ب"التحلي بالهدوء” وشرح موقفه من القائمة التي قدمها بلعياط، على أساس أن رئيس المجلس الشعبي الوطني يتعامل مع مراسلات رؤساء الكتل وليس رؤساء أحزاب، ويعتقد أن مرحلة “عض الأصابع” بين منسق المكتب السياسي للأفالان عبد الرحمان بلعياط، ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة، أبعد من مجرد حسابات حزبية ضيقة، وإنما على علاقة بموضوع الخلافة داخل الأفالان وارتباط ذلك بالرئاسيات المقبلة، وهو ما برز في تصريحات الطاهر خاوة في الساعات الأخيرة والتي انتقل من خلالها لاعتبار خطوات بلعياط “عملية تصفية الحساب مع أنصار الرئيس بوتفليقة”. ومن المتوقع أن تتفاعل أزمة الأفالان بشكل أكبر في الأسابيع المقبلة، بوجود خلاف عميق حول هوية الأمين العام الذي سيخلف بلخادم، واستعداد كل طرف لاستعمال أي طريقة لإيقاف الخصوم. ويبدو ذلك باديا في خطاب منسق الحركة التقويمية، عبد الكريم عبادة، نحو عمار سعداني بإثارة ملفات الفساد المالي وعلاقته برجل الأعمال محمد جميعي. ونقلت مصادر موثوق بها، أن ولد خليفة أبلغ بعض معاونيه علمه بوجود من يقف وراء محاولة التصعيد داخل البرلمان، ويعقد أنه يقصد عضو المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف، والوزير عمار تو وعبد القادر مشبك. لكن الفريق الغاضب يطرح أسئلة بدوره، ويتساءل عن السر وراء تغيير ولد خليفة لموقفه. ويشير نائب من المعينين الجدد، رافضا الكشف عن هويته، قائلا “العربي ولد خليفة أعلن الخميس الماضي موافقته على القائمة في لقائه ببلعياط، رفقة عضوين آخرين من المكتب السياسي”.