تشهد الشواطئ بعد الإفطار توافدا لعائلات عاصمية، تجد نفسها مرغمة على النزول إلى البحر وتمضية بعض من الوقت بعيدا عن ضوضاء الأزقة الضيقة والشوارع المزدحمة، بينما تفضل أخرى نصب موائد الإفطار فوق الرمال قبيل الأذان بدقائق معدودات، حيث تصنع “اللمة” العائلية دوائر على مقربة من رمال البحر لا تتفرق إلا بعد السحور على نسمات البحر. تنقلت ‘'الخبر'' في ليلة رمضانية ساخنة إلى كل من شاطئ الكتاني بباب الوادي والشاطئ الأزرق وسيدي فرج، وهي شواطئ تشهد إقبالا كبيرا للعائلات قبيل وبعد وقت الإفطار لقضاء ما تبقى من اليوم وسط جو عائلي حميمي رفقة الأبناء والأحباب. ودقائق فقط قبل أذان المغرب، تنزل العائلات القريبة من الشاطئ في جو مفعم بالفرحة يملأ وجوه الأطفال، يقوم أفرادها ببسط الأفرشة والحصائر لأداء صلاة المغرب جماعة. تقول حورية: “دقائق قبل الإفطار، أقوم بطهي أشهى الأطباق وتعليبها استعدادا للنزول الى الشاطئ رفقة جارتي ماني وأبنائها”، مشيرة إلى أنها تقوم بتبادل الأطباق مع جارتها التي تعد أطباقا أخرى. ويعرف الشاطئ توافدا كبيرا من طرف العائلات وبالخصوص الأطفال الذين يتوجهون للعب مع أبناء حيهم في مجموعات كبيرة، بينما يتجه البعض الآخر إلى السباحة تخلصا من حر اليوم الكامل الذي قضوه. سهرتنا “كارطة” و"دومينو” لا يتصور الكثير من الجزائريين تمضية شهر رمضان دون أن يكون ‘'الدومينو'' مسليهم المفضل في قضاء السهرات على شواطئ البحر، حيث يسارع الكثير من الشباب بحلول هذا الشهر الكريم إلى شراء علب ‘'الدومينو'' أو “طاولات الشطرنج'' ولعبة الورق ‘'الكارطة‘' لتكون الرفيق طيلة السهرة. ويقول مصطفى إنه يقضي سهرته بعد الإفطار رفقة الأحباب في هذا الشاطئ وعلى طاولة “الدومينو”، إذ يحرص أكثر من غيره على اختيار من يقاسمه اللعب حتى لا يهزمه أحد. كما يشير أحد الكبار الذي كان يقاسم أبناءه طاولة الشطرنج بشاطئ سيدي فرج إلى أنه لا يجد بعد الإفطار خيرا من ‘'الشطرنج'' الذي بإمكانه أن يحوّل ليلهم إلى نهار تغلب عليه المتعة والاسترخاء، بعد مشقة يوم كامل من الصيام. كما يقول إنه بإمكان الكثيرين البقاء لساعات تحت ضوء الأعمدة الكهربائية إلى أن يبزغ فجر اليوم الموالي ويؤذن لصلاة الفجر. .. وسحورنا مثلجات وعلى طول شاطئ سيدي فرج، كانت محلات المثلجات تعيش أجواء مميزة صنعتها الأضواء والعديد من العائلات التي شدت الرحال باكرا، بهدف حجز أحسن الأماكن للتمتع بأكل المثلجات المزينه بالمكسرات والعسل. ويقول بعض أبناء المنطقة إن مدينة سيدي فرج في رمضان 2013 تحولت إلى منطقة تستقطب مختلف الأجناس، ومفتوحة إلى ساعات متأخرة من الليل بمطاعمها وفنادقها وخيماتها وحتى شواطئها، فهي لا تنام صيفا. كما يقرّ “علي” صاحب قاعة للمثلجات “أن أغلب العائلات التي تتردد على محله من الزبائن الأوفياء، تقصده كل سنة، فمحلات المثلجات بشاطئ سيدي فرج تستقطب العائلات بالنظر لنظافة المكان أولا وتوفر الأمن ثانيا وأخيرا”.