بُخاخة مرضى الربو: الدواء المضغوط في البخاخة، ويستنشقه مرضى الربو على هيئة هواء مضغوط للعلاج، فيدخل مباشرة إلى الحلق بمادته، كما يدخل بخار القدر، أو بخور العود إذا استنشقه الصّائم. ولاشكّ أن صفة الإنعاش والغذاء متحقّقة في بخاخة الدواء، ولا يقال إنّ هواء البخاخة لا يتّجه إلى المعدة، وإنّما يتّجه إلى القصبة الهوائية فليس بمفطر، ولم يفرّق العلماء في الإفطار بما وصل إلى الحلق بين أن يكون وصل من مدخل الطعام والشراب، أو من غيرهما من المنافذ. والهواء المضغوط في البخاخة يتكوّن من مادة دواء ”الفانتلين” أو غيره، فهو مادة مركّبة من أجزاء خاصة غير أجزاء الهواء المعتاد الّذي يتنفّسه الإنسان، وهذا الدواء يصنع على هيئة دواء وغاز كما في البخاخة، ويصنع على هيئة شراب سائل بمكوّناته نفسها في زجاجات، وإذا تناول صائم الدواء في شكله السّائل من الزجاجة عددناه مفطرًا. ولا يختلف على ذلك، فإذا تناول الدواء نفسه من البخاخة لزم أن نعدّه كذلك، إذ لا فرق. فهل المريض الّذي يستعمل البخاخة في رمضان يجب عليه القضاء؟ يمكن قياس هذه على مسألة مَن اضطر وهو صائم إلى الأكل أو الشرب كأن أجهد العطش فشرب، فقد قال العلماء: عليه القضاء، فإن لم يقدر يستحبّ له أن يطعم عن كل يوم مُدًّا من قمح. ومن علمائنا مَن قال: إنّ العطشان إذا بلغ العطش به مبلغًا شديدًا، له أن يشرب، ولكن ليس له أن يتناول شيئًا آخر من المفطرات، ولا قضاء عليه ولعلّ الأخذ بهذا القول أنسب لمستعملي البخاخة بصفة دائمة. انظر حاشية الدسوقي ج1 ص516. ومواهب الجليل ج2 ص426.