يحتاج مرضى الربو إلى استعمال بعض الأدوية خلال النوبات التي يتعرضون لها، وسط كثرة التساؤلات حول تأثير تلك الأدوية خصوصا ما تعلق بتداعيات البخّاخة على صيام أولئك المرضى. يعّد الربو من الأمراض التنفسية المزمنة التي تصيب الرئتين، وبناء عليه تظهر بعض الأعراض المرضية في الجهاز التنفسي، حيث تنسّد القصبة الهوائية ويشعر الفرد بصعوبة في التنفس. وعن خصوصية هذا المرض، أشار الدكتور محمد شريف بلعربي، إلى أنّ مريض الربو يتحسّس من عدّة أشياء محيطة به،حيث أن التعرّض لها يؤدي إلى مختلف تلك الأعراض التي تظهر على المرضى عبر ما يُعرف ب«نوبة الربو”، إذ يشعر بضيق في المجاري التنفسية وبالتالي صعوبة دخول الهواء إلى الجسم وهذا مايتطلب التدخّل العاجل باستعمال الدواء أو الآلة المساعدة على التنفس. في السياق ذاته، يضيف الطبيب: “يكون مريض الربو حسّاس جدّا للغبار، ومختلف الأشياء التي يحملها الهواء الذي يستنشقه، حيث تتأثر الرئتين كثيرا بمختلف تلك الأجسام التي تصل إليها، وهذا هو الربو الذي يتأثر بالعوامل الخارجية، أما الربو الذي يتأثر بالعوامل الداخلية فهو ناجم عن فيروسات تنتشر بالجهاز التنفسي”. وانطلاقا من خبرته في تشخيص تلك الحالات السابقة ومدى تأثير شهر الصيام عليها، أفاد المتحدث ذاته أنّ رمضان لا ينعكس سلبا على مرضى الربو، لكن هناك حالات يكون فيها المريض مضطرا للإفطار، وإلا انجّر عن ذلك مضاعفات قد تودي بحياته، وبخصوص هذه النقطة تحديدا يشرح قائلا: “هناك من الناس من يشتكون من الربو وهم يستخدمون البخّاخة كدواء لمرضهم وبإمكانهم الصوم، ولكن هناك فئة أخرى تعاني من الربو الشديد، وهذه الحالات تحتاج إلى أدوية أخرى إضافة إلى الأداة المساعدة على التنفس، وهؤلاء لا يمكنهم الصوم في حال عانوا من ضيق التنفس واضطروا لتناول الدواء”. هذا وأكّد “بلعربي” أنّ طبيعة تلك الآلة المساعدة على التنفس هي في حقيقة غاز يعمل على إعادة التنفّس إلى حالته الطبيعية، وهو لا يماثل خصائص الطعام أو الشراب التي تفطر الصائم في حال دخلت الفم على حدّ علمه. كما يؤكد الأخصائي نفسه أنّ مرضى الربو تعوّدوا على استعمال البخّاخة ومواصلة الصيام، بهذا الشأن يفصّل أكثر عن تأثير الأدوية على صيام المريض: “تتنوع أدوية الربو فهناك أدوية على شكل أقراص تؤخذ عن طريق الفم وهناك ما يعرف بالبخّاخة، وهذه الأخيرة عبارة عن نوع من الغاز يأخذه المريض ومهمته هو توسيع الرئتين بعد الضخ وذلك من أجل المساعدة على التنفس، وهذا لا يعتبر إفطارا لأنه نوع من الأكسجين الذي يدخل الجسم ليعوّض الأوكسجين الطبيعي، أما عن الأدوية الأخرى فتناولها يجعل الصائم يفطر بدون شك”. نصائح الطبيب لمرضى الربو في رمضان أهمّ نصيحة يقدّمها الطبيب لمرضى الربو في رمضان، هي تجنّب التدخين بعد الإفطار، لأنه من أهم مسبّبات الأمراض التنفسية التي تتطور مع مرور الوقت إلى ربو، كما يحث على الابتعاد عن كل المدخنين من أفراد العائلة أو الأصدقاء، مع مراعاة النظام الغذائي الصحي والإبتعاد عن كل المؤثرات التي تهيّج أعراض الربو.