روى ابن وهب ومطّرف وابن الماجشون عن مالك جواز أن يؤذن الإمام في التخلّف عن الجمعة إذا اجتمع عيد وجمعة، وذلك لما يلحق النّاس من المشقّة. والدليل الإجماع، وذلك أنّ عثمان رضي الله عنه قد أذن لأهل العوالي في ذلك وقد وقع بمحضر الصّحابة ولم ينكر عليه أحد، (...)
هي سُنّة عين مؤكّدة لفعله صلّى الله عليه وسلّم لها كلّ عيد، وهي تلي الوتر في التأكيد، وليس إحداهما أوكد من الأخرى، ودليل عدم وجوبها ما تقدَّم أنّه لا يجب إلاّ في الصّلوات الخمس.
والمخاطب بها من تلزمه الجمعة، والدليل ما ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه (...)
فضّل الله عزّ وجلّ ليلة القدر على سائر الأيّام والشهور، وسمّيت ليلة القدر لعظمها وشرفها وقدرها، ولقد بوَّب الإمام البخاري في صحيحه [باب كتاب فضل ليلة القدر].
يقول الحافظ المنذري: سمّيت ليلة القدر لما تكتب فيها الملائكة من الأقدار كما قال سبحانه (...)
جاء في التّرغيب في قيام اللّيل في كتاب الله عزّ وجلّ وفي السنّة النّبويّة الصّحيحة، قال تعالى: {تتجافَى جُنوبُهم عن المَضاجع يدعون ربَّهم خوفًا وطمعًا وممّا رزقناهم يُنفقون}، وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ: ألاَ أدُلُّك على أبواب الخير، (...)
مقدارها الواجب: المقدار الواجب صاع، عن كلّ شخص، مما فضل عن قوته وقوت عياله، يوم العيد، والصاع أربعة أمداد، والمُدّ حُفنة ملء اليدين المتوسطتين، ويجب إخراجها من غالب قوت أهل المحل، من أصناف تسعة فقط وهي: القمح، الشعير، السُّلت، الذرة، الدخن، الأرز، (...)
متى يجب القضاء فقط في صيام رمضان؟
يجب على مَن أفطر غير قاصد انتهاك حرمة الشّهر أو كان متأوّلاً تأويلاً قريبًا أو كان جاهلاً، غير قاصد انتهاك حرمة الشّهر مثاله ما يأتي: من وصل إلى حلقِه أو معدته مفطر من غير الفم من عين أو أنف أو أذن أو حنة. من وصل (...)
حكمها: الوجوب لقوله تعالى: ”وعلى الّذين يُطيقونَه فِدْيَةُ طعام مساكين” أي على الّذين يتحمّلون الصّوم بمشقّة شديدة الفدية. والفدية عند علمائنا هي مُد من الطعام من غالب قوت البلد عن كل يوم، بقدر ما فاته من الأيّام.
وسببها: العجز عن الصّيام، وهو الشيخ (...)
بُخاخة مرضى الربو: الدواء المضغوط في البخاخة، ويستنشقه مرضى الربو على هيئة هواء مضغوط للعلاج، فيدخل مباشرة إلى الحلق بمادته، كما يدخل بخار القدر، أو بخور العود إذا استنشقه الصّائم.
ولاشكّ أن صفة الإنعاش والغذاء متحقّقة في بخاخة الدواء، ولا يقال إنّ (...)
تُكره الحجامة للمريض فقط، إن شكّ في السّلامة، فإن علم السّلامة جازت، وإن علم عدم السّلامة حرمت، أمّا الصّحيح فلا تُكره له الحجامة، إن شكّ في السّلامة، وأولى إن علمها، فإن علم عدم السّلامة حرمت، فالفرق بين المريض والصّحيح حالة الشكّ.
ووجه كراهة (...)
الصّيام المكروه: صوم الضّيف من غير إذن ربّ المنزل، لأنّ في صوم الضّيف من غير إذن إعراضًا عن الضّيافة، وسوء أدب. صوم يوم المولد النّبويّ، إذ لم يريد فيه صوم عن الشّارع. نذر صوم يوم مكرّر، مثل كلّ خميس، لما في ذلك من التّشديد على النّفس فيأتي الإنسان (...)
الصّيام المستحب، ويشمل الآتي:
صيام يوم عرفة: وهذا لغير الحاج، أمّا الحجّاج فيُكره لهم صيامه، فقد ورد في سنن أبي داود عن أبي قتادة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفّر السنة الّتي قبله، والسنة الّتي بعده”، (...)
يستحبّ للصّائم ما يلي:
تعظيم الشّهر بالعبادة والقرآن: ينبغي للصّائم أن يُعظّم شهر رمضان الّذي عظّمه الله تعالى، وتعظيمه يكون بتلاوة القرآن والذِّكر وتعليم العلم وتعلّمه، والإكثار من الصّدقة والإحسان، فقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينفق إنفاق (...)
الفطر في السّفر
يجوز الفطر في السّفر والمراد بالجواز هنا الكراهية، أي أنّ الصّوم فيه مندوب والفطر فيه مكروه، ودليل مشروعية الفطر قوله تعالى: {فمَن كان منكم مريضًا أو على سفر فعِدَّةٌ من أيّام أُخَر}، وأخرج مالك في الموطأ عن أنس قال: سافرنا مع رسول (...)
؟ الحجامة والغيبة: لا يفسد الصّوم بالحجامة، فقد صحّ أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، احتجم وهو صائم.
وكذلك الغيبة، لا تفسد الصّوم، ولكنّها مذمومة في سائر الوقت، ويجب الكف منها، وتركها في الصّوم أوجب لما جاء في صحيح البخاري، قال النّبيّ صلّى الله (...)
يجوز له السِّواك كامل النّهار، والمراد أنه يستحب عند المقتضى الشّرعي كالوضوء، لما رواه مالك في الموطأ أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''لولا أن أشُقّ على أمّتي لأمرتهم بالسّواك مع كلّ وضوء''، والحديث لم يخص صائمًا من غيره.
يجوز للصّائم (...)
تقوم شرائع الإسلام وآدابه على اعتبار الفرد جزءاً لا ينفصم من كيان الأمّة، وعضواً موصولاً بجسمها لا ينفك عنها، وقد جاء الخطاب الإلهي مُقراً هذا الوضع فلم يتّجه للفرد وحده بالأمر والنّهي، وإنّما تناول الجماعة كلّها، قال الله تعالى: ''يا أيُّها الّذين (...)