ليس في القراءة في قيام رمضان شيء مسنون. وورد عن السّلف أنّهم كانوا يقومون المأتين ويعتمدون على القصير من طول القيام ولا ينصرفون إلاّ قبيل بزوغ الفجر فيستعجلون الخدم بالطعام مخافة أن يطّلع عليهم. وكانوا يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات فإذا قرئ بها في اثنتي عشرة ركعة عدّ ذلك تخفيفًا. قال ابن قدامة: قال أحمد: ”يقرأ في شهر رمضان ما يخفّف على النّاس ولا يشقّ عليهم ولاسيما في اللّيالي القصار”، وقال القاضي: لا يستحبّ النّقصان من ختمة في الشّهر ليسمع النّاس جميع القرآن ولا يزيد على ختمة كراهية المشقّة على مَن خلفه، والتّقدير بحال النّاس أولى، فإنّه لو اتّفق جماعة يرضون بالتّطويل كان أفضل، كما قال أبو ذرّ: قمنا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى خشينا أن يفوتنا الفلاح يعنى السّحور. وكان القارئ يقرأ بالمأتين” والله ورسوله أعلم.