في الوقت الذي يصنع فيه الحكم الدولي الجزائري جمال حيمودي الحدث على الصعيد الدولي، من خلاله أدائه المتميّز في كأس القارات التي جرت مؤخرا بالبرازيل، وحفاظ مواطنه محمد بنوزة على بريقه قاريا، فإن الحكام الدوليين الجزائريين، المتواجدين على أعتاب التقاعد، يدفعون ثمن تألق زميليهما، من خلال حرمانهم من إدارة مباريات مختلف المنافسات القارية. ويصدق المثل القائل “مصائب قوم عند قوم فوائد” على الحكام الدوليين الجزائريين، الذين هم على عتبة انقضاء السن القانونية للتحكيم، على غرار مختار أمالو ومحمد بيشاري وفاروق حواسنية، حيث أضحوا مهددين بالبقاء على الهامش قاريا، بفعل البطالة التي أثرت على معنوياتهم، لأنه يستحيل على لجنة التحكيم التابعة ل«الكاف” تعيين أكثر من ثلاثيي تحكيم جزائري في منافسات كؤوس أندية إفريقيا، وبطبيعة الحال، تمنح الأولوية للحكمين جمال حيمودي ومحمد بنوزة، نظرا لتجربتهما الطويلة في الملاعب الإفريقية، بدليل اختيار الأول لإدارة “كلاسيكو” مصر بين الزمالك والأهلي، برسم الجولة الأولى من كأس رابطة أبطال إفريقيا، وتعيين الثاني لإدارة لقاء الجولة الثانية من نفس المنافسة بين الأهلي المصري وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي المقرر يوم 04 أوت المقبل، ليبقى حضور الآخرين في المنافسات القارية كحكم رابع. وفي ظل هذا الوضع، لا يستبعد تجريد هؤلاء الحكام من الشارة الدولية، إذا ما تمادت الهيئة القارية في تجاهلها لهم، أو إنهاء مشوارهم الدولي دون إثرائه، مثلما كانوا يتطلّعون إليه بعد الحصول على الشارة الدولية. بلعيد لاكارن: “تعيين الحكام قاريا يخضع للكفاءة فقط” أما رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم في “الفاف” بلعيد لاكارن، الذي يعد عضوا بارزا في لجنة التحكيم في “الكاف”، فلا يرى بأن الحكام الدوليين الجزائريين، الذين هم على عتبة انتهاء السن القانونية، يدفعون ثمن تألق حيمودي وبنوزة، “بدليل تعيين الحكم الشاب مهدي عبيد شارف، البالغ من العمر 32 سنة، لإدارة المباريات القارية، مثل اللقاء التصفوي لكأس أمم إفريقيا للمحليين بين غينيا ومالي المقرر السبت القادم بكوناكري”، مضيفا “الهيئة الكروية القارية لا تأخذ بعين الاعتبار عدد ثلاثيي تحكيم أي بلد، ولكنها تختار الأفضل، وتمنح الأولوية للحكام الشبان، للاستثمار فيهم أطول فترة ممكنة”. وفي ظل تقدم العديد من حكامنا الدوليين في السن، فقد قرّرت لجنة بلعيد لاكارن، إقامة مشروع جديد لتشبيب الحكام، على حد قول لاكارن، لضمان خلف على الصعيد الدولي، خاصة إذا علمنا أن حيمودي وبيشاري سيعتزلان بعد سنتين، وأمالو وبنوزة بعد ثلاث سنوات وحواسنية بعد 6 سنوات. ورغم إلحاحنا على بعض الحكام لإدلاء تصريحات بخصوص هذه المسألة، فقد فشلنا في مسعانا، بسبب “واجب التحفظ” المفروض عليهم من قبل اللجنة الفيدرالية للتحكيم، مؤجلين البوح عن أسرار هذا السلك إلى ما بعد الاعتزال نهائيا.