معرفة الله تعالى اليقينية العقدية الصحيحة، تجعل المؤمن يعيش بين طريقين، يختلفان في المضمون ويلتقيان في النتيجة، فالمؤمن يشعُر من خلال إيمانه بوجود الله، وما يتّصف به من صفات الكمال المطلق، بالأمان بدل الخوف، وبالأُنس بدل الوحشة، وبالمعية بدل الغربة، ذلك الشعور الّذي يستصحب المؤمن في خلوته وجلوته، فيما يعترض حياته من مسرّات ومضرّات يجعل المؤمن دائمًا واثقًا بربّه، متوكّلاً عليه، شاكرًا له، صابرًا محتسبًا لبلائه وامتحانه، طالبًا منه سبحانه العون والتوفيق. فالمؤمن يبدأ يومه ب«باسم” الله ويختتمه ب«الحمد لله”، ومن ثمرات معرفته لله أنّه كلّما اقترف ذنبًا لجأ إلى الله محسنًا الظنّ فيه، طالبًا منه العفو والرّحمة، فهو سبحانه يغفر الذنب ويتوب على مَن تاب، قال تعالى: {إلاّ مَن تاب وآمَن وعَمِل عملاً صالحًا} الفرقان:70