تهتم المرأة في تبسة باتخاذ جملة من التعديلات التي تسعى لإدخالها على بيتها عند استقبال رمضان، ومن ذلك طلاء المنزل وتغيير مفارش الصالون أو «بيت القعاد»، كما يطلق عليه محليا، كما أنها تحرص على اقتناء أواني جديدة، إلى جانب تحضير الحناء والحرقوس إحياء للسهرات الرمضانية. تقتضي العادة في المجتمع التبسي بأن تحضر ربات البيوت طبق الحلو أو ما يسمى ب«شباح السفرة»، حتى يكون رمضان كله حلوا، يضاف إليه طبق «المسفوف بالزبيب» الذي يرافق السحور طيلة الشهر الفضيل. أما «الجاري» فهو طبق لا غنى عنه على مائدة الإفطار، وهو حساء يحضر بلحم الغنم، مصحوبا بخبز الخميرة التقليدي الذي لا يفارق مائدة الإفطار طيلة أيام رمضان، إلى جانب الجاري، تتنوع الأطباق الرئيسية؛ منها «الملوخية» وهو طبق مكتسب من المجتمع التونسي، بحكم القرب من هذا البلد الشقيق. كما أن هناك طبق «الڤناوية» الذي يعد من اختصاص منطقة تبسة، بحيث يتم اختيار «الڤناوية» ذات الحجم الصغير، تفرك بالغربال، ثم تغسل للتخلص من أشواكها، وتقلى في الزيت، ويحضر لها مرق بلحم الخروف، وتقدم بشرائح الليمون، إلى جانب ذلك، يقدم طبق الكسكسي باللحم كطبق رئيسي يتم إعداده مرات عديدة خلال رمضان. أما التحلية، فتتمثل عادة في طبق «البرقوق» المعد بماء الورد المصنع في البيوت. كما تميز الحلويات التونسية المجتمع التبسي بحكم الجوار الحدودي، ومنها حلوى «المعذبات» التي تحضر بالعسل الحر، كما نجد «الزلابية» التونسية.. وهي حلويات تقدم إما مع الشاي الأخضر أو مع القهوة التبسية المحضرة بطريقة خاصة، تكون بمزج القهوة والسكر، مع إضافة الفلفل الأسود، أو أن تحضر بماء الزهر، ويتم تناولها مع حبات التمر دون إضافة قطع السكر.. ويجتهد سكان المجتمع التبسي في تقديم الصدقات مع إقامة موائد الإفطار للمحتاجين وعابري السبيل، أما ليلة ال27 من رمضان، فيحضر لها طبق «التليتلي» الذي يحضر باللحم، الدجاج، كويرات اللحم المفروم، الزيتون الأخضر والبيض، وهي المناسبة التي تختارها عديد العائلات التبسية لختان أطفالها..