قرباج ل "الخبر": مستعد لبيع البطولة بأكملها بالأموال التي ستدفع للريال جاء الرد "العنيف" للاتحادية الجزائرية لكرة القدم سريعا ومركزا بعد إعلان المدير العام لموبيليس تحديد موعد وتاريخ المباراة الودية بين المنتخب الجزائري وريال مدريد، حاملا رفضه القاطع لما وصفه تدخلا في صلاحياته ليضع أكثر من علامة استفهام حول ما تحول إلى قضية غامضة بامتياز اسمها مباراة استعراضية لريال مدريد بالجزائر. اتضح من خلال بيان “الفاف” أن مؤسسة موبيليس لم تستشر هيئة روراوة في خطوتها التي تندرج ضمن مخططها التسويقي، ولم تحسب عواقب الإقبال على تنظيم تظاهرة تشرف عليها هيئة مرتبطة بعقد مع متعامل متنافس مع صاحب المبادرة، وهو ما يفسر ربما عدم تحمس رئيس الفاف في تزكية “فعلة” موبيليس، إذ اتضح بأن روراوة يرفض بصورة قطعية المساس بعلاقته التجارية مع “نجمة” في إطار العقد الإشهاري المبرم بين الهيئتين. والغريب في الأمر أن مثل هذه الحقائق ما كانت لتغفل عنها مؤسسة “موبيليس”، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الدوافع الحقيقية التي يسعى لها مدير متعامل الهاتف النقال لموبيليس، من خلال الإعلان عن مواجهة نادي القرن في مباراة لا يملك لا الحق ولا سلطة التحكم فيها، اللهم إلا إذا كان الهدف ينحصر في الخبطة الإعلامية لا غير. لم يتوقف المدير العام ل “موبيليس”، منذ إعلانه الأول عن قدوم الريال، عن الوقوع في عدة تناقضات وضعت مصداقية المؤسسة على المحك، بداية بتوقيت المباراة الأول والذي حدد في سهرة رمضانية قبل أن يتراجع ويعلن عن تاريخ 18 ماي وهو موعد لا يستمد إلى أي معطيات منطقية، ما دام أنه يتعارض مع رزنامة النادي الملكي حيث أنه يصادف إجراء الجولة الأخيرة من البطولة الإسبانية وهي الجولة التي تعني أيضا بعض لاعبينا الدوليين الناشطين هناك مثل براهيمي وفيغولي ولحسن وكادامورو، كما أن هذا التاريخ (18 ماي) يأتي أسبوعا قبل نهائي رابطة أبطال أوروبا (24 ماي) والذي يبقى أحد أهداف الريال، هذا دون نسيان أن هذا التاريخ يتزامن مع العطلة الإجبارية التي تفرضها “الفيفا” على النشاطات الكروية في مختلف الاتحادات القارية عدا الاتحاد الأوروبي وهذا لغاية 26 ماي، قصد فتح المجال أمام المنتخبات لتحضير نهائيات كأس العالم، وكل هذه المعطيات تجعل من تنقل الريال للجزائر في الموعد المعلن من طرف مدير “موبيليس” يصنف في خانة المستحيلات. يأتي هذا في الوقت عبر فيه مصدر مسؤول في “موبيليس” في حديث ل “الخبر” عن أسفه عما وصفه “جدل بين مؤسستين عموميتين”، رغم قيام شركته بالإجراءات الضرورية المعمول بها، خاصة وأن المتعامل أشعر مسبقا “الفاف”، مؤكدا أن المراسلة التي وجهها ريال مدريد بتاريخ 30 جويلية لم تتضمن أي شرط. من جهته، عبر رئيس الرابطة الاحترافية وعضو المكتب الفدرالي محفوظ قرباج عن استغرابه لما وصفه “إلحاح” مسؤولي شركة “موبيليس” على تنظيم مباراة ودية استعراضية أمام ريال مدريد، معتبرا أن الأندية الجزائرية أحق وأولى بالأموال التي ستصرف على النادي الملكي، ليكشف استعداده لبيع حقوق البطولة الاحترافية بذات المبلغ الذي تستعد “موبيليس” لدفعه لريال مدريد. وقال قرباج في تصريح ل “الخبر” أمس “لم أفهم إلحاح مسؤولي موبيليس على برمجة هذه المباراة، الأموال التي ستصرف على جلب ريال مدريد والتي لا يقبل بأقل من 1,5 مليون أورو للتنقل لمواجهة ودية، أنا مستعد أن أبيع بها كامل حقوق البطولة الاحترافية لتصير بطولة موبيليس الاحترافية، على غرار ما هو الشأن في عديد البطولات العربية والأوربية” أوضح الرئيس السابق لشباب بلوزداد الذي جدد الدعوة التي أطلقها بيان “الفاف” أول أمس لشركة موبيليس عندما طلب منها استثمار المبلغ الذي سيحول لخزينة الإسبان في تمويل الأندية الجزائرية التي تعاني ماليا. وأوضح قرباج بأن “الفاف” ليست لديها أي مصلحة في حرمان “موبيليس” من تحقيق جلب ريال مدريد للجزائر مادام أن ذلك لن يتعارض مع رزنامة الرابطة والفاف الخاصة بالأندية والمنتخب الوطني، وبأنها (الفاف) “لن نعترض على تنقل ريال مدريد للجزائر لمواجهة ناد من البطولة المحلية لكن بشرط الحصول على رخصة من الاتحادية أولا”، يقول رئيس الرابطة الذي ثمن بالمقابل خطوة شباب قسنطينة في دعوة نادي إسبانيول برشلونة، وأضاف يقول: “الأمر يختلف تماما، إسبانيول طلب 50 ألف أورو فقط، واشترط النقل إضافة لذلك، والأموال التي جناها شباب قسنطينة من خلال بيع تذاكر المباراة تكفي وتزيد للتغطية على المصاريف”.