رفضت جبهة الإنقاذ التونسية المتكونة من أحزاب يسارية ومن موالين للرئيس الهارب بن علي، دعوة رئيس الحكومة علي العريض إلى الحوار لدراسة آخر المستجدات المتعلقة بالإرهاب، وأكدت تمسكها بموقفها المطالب بحل الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، في حين تلقت حركة النهضة دعما سياسيا أوروبيا رافضا لحل المجلس التأسيسي، وخرج أنصارها في عدة ولايات للتظاهر دعما للشرعية. وقال راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس، إن الاتحاد الأوروبي “أكد دعمه للتجربة الانتقالية في تونس، وحرصه الشديد على عدم حل المجلس الوطني التأسيسي”. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الغنوشي، مساء أول أمس، بالعاصمة تونس إثر لقائه هيوز منغرلي، المدير العام لإدارة شمال إفريقيا والشرق الأوسط والجزيرة العربية وإيران والعراق في هيئة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، ولورا بايزا، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس. وأضاف رئيس حزب “حركة النهضة” أن “الاتحاد الأوروبي يدعو نواب التأسيسي لاستكمال صياغة الدستور، وتشكيل الهيئة العليا للانتخابات من أجل إجراء انتخابات ديمقراطية”. وتواصلت اعتصامات المعارضة أمام المجلس التأسيسي للمطالبة بحله، وبالقرب منها اعتصامات لأنصار حركة النهضة وحكومة الائتلاف الثلاثي المتمسكة بالشرعية، كما أظهر تلفزيون الزيتونة المقرب من حركة النهضة مظاهرات ووقفات مؤيدة لحركة النهضة في عدة ولايات. ودعت النهضة إلى مظاهرة مليونية أطلق عليها اسم مليونية “الوحدة الوطنية”، ليلة أمس، بساحة القصبة في تونس العاصمة، “للدفاع عن الشرعية، وللحفاظ على مؤسسات الدّولة، وللتنديد بالعنف والإرهاب، ومحاسبة كل من تورط في الدعوة للانقلاب، وكل من حرض عليه”. من جهة أخرى، نفى الاتحاد العام للشغل في تونس أنه قد أمهل الحكومة أسبوعا من اليوم للاستقالة. وقال سامي الطاهر، الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام في الاتحاد، في تصريح لبي بي سي إن هذا الخبر ليس صحيحا. من جهة أخرى، تعرضت الصحافية التونسية شهرزاد عكاشة رئيسة تحرير الصحيفة الإلكترونية “تانيت برس”، إلى اعتداء وسط تونس العاصمة، وقد حذرت النقابة الوطنية للصحافيين من تزايد الاعتداءات على الإعلاميين، وحمّلت مسؤولية ذلك إلى الحكومة. ميدانيا، واصل الجيش التونسي عمليات القصف والمطاردة للجماعات الإرهابية في جبل الشعانبي، كما قتل أمس الأول سلفي تونسي “متشدد” بعدما انفجرت في وجهه عبوة كان بصدد تحضيرها داخل منزله في مدينة الجديدة من ولاية منوبة (شمال شرق)، حسبما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية التي قالت إن زوجة السلفي نقلت إلى المستشفى جراء إصابتها بجراح خطيرة في الانفجار، كما اعتقلت قوات الجيش نحو 10 سلفيين على الأقل.