المركزية النقابية تمهل الحكومة التونسية اسبوعا للرحيل يتوقع مراقبون أن تكون أيام الحكومة التونسية بقيادة علي لعريض معدودة بعد إمهال الإتحاد العام التونسي للشغل لها لمدة سبعة أيام قبل رحيلها. و هدد الإتحاد التونسي العام للشغل و الذي كان أحد الفاعلين الرئيسيين في ثورة الياسمين التي أنهت عقودا من حكم نظام بن علي بشل الحركة في تونس تدريجيا إذا لم ترحل حكومة حركة النهضة الإسلامية. المهلة التي منحتها المركزية النقابية التونسية لحكومة النهضة الإسلامية تأتي في سياق تزايد حالات التوتر السياسي و الاستقطاب المخيف للمشهد التونسي بين أنصار و خصوم النهضة، و في وقت تقوم فيه عناصر مكافحة الإرهاب في الجيش التونسي بعملية واسعة النطاق وصفت بالمهمة في جبل الشعانبي جنوب غرب البلاد لمطاردة عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين قتلوا ثمانية من أفراد الجيش التونسي في سابقة زادت من عدد المطالبين برحيل الحكومة التونسية بعدما كان خصومها اليساريون فقط هم من يطالب بذلك في أعقاب اغتيال عضو المجلس التأسيسي عن المعارضة محمد براهمي. وشهدت العاصمة التونسية، ككل مساء، تجمع آلاف المتظاهرين أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي للمطالبة بحل المجلس والحكومة وتشكيل حكومة "إنقاذ وطني" تضم شخصيات مستقلة. بدورها، دعت حركة النهضة إلى تنظيم مسيرة حاشدة بميدان القصبة في العاصمة تونس ، تعبيراً عن الوحدة الوطنية والدفاع عن الشرعية، على حد تعبيرها. وكان زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، أعلن أن الحركة متمسكة بعلي العريّض رئيساً للوزراء، رافضاً مطالب المعارضة بتعيين شخصية مستقلة في المنصب. وقال مراقبون إن من شأن موقف الغنوشي إطالة الأزمة السياسية التي تشهدها تونس،و هو ما ينذر بتطور الصراع السياسي و استمرار حالة التوتر. و يتجلى في سلوك راشد الغنوشي أنه يسير على خطى الرئيس المصري المعزول محمد مرسي حيث كانت مصر في أواخر شهر جوان الفارط نفس الأجواء السياسية المشحونة، قبل أن يتدخل الجيش لعزل الرئيس محمد مرسي المنتمي للاخوان المسلمين و كان خصومه قد تجمهروا و اعتصموا في الساحات و الميادين لأيام مطالبين برحيله و قام أنصاره بنفس العملية و تجمهروا مطالبين ببقائه معلنين دعمهم للشرعية.