شن الجيش التونسي، صباح أمس، غارات جوية مكثفة على معاقل “إرهابيين” بمنطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين غرب البلاد، غير بعيد عن الحدود مع الجزائر. وذكرت مصادر إذاعية محلية تونسية، أن عمليات القصف الجوي شملت المناطق الجبلية المحيطة بقرى “بئر أولاد نصر الله”، و”رأس الثور”، و”وادي الحطب” التي شهدت، ليلة الخميس الجمعة، اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش التونسي ومسلحين يعتقد إنهم ينتمون على “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. ونقلت إذاعة “موزاييك أف أم” التونسية عن مصادر أمنية، لم تذكرها بالاسم، قولها إن “الإرهابيين توزعوا على مجموعتين، الأولى تتألف من 45 عنصرا تحصنت بتلال بلدة بئر أولاد نصر الله، والثانية تتشكل من 8 عناصر في بلدة رأس الثور”. سياسياً، أمهل الاتحاد العام التونسي للشغل، أمس، حكومة الائتلاف الثلاثي التي تقودها حركة النهضة أسبوعاً واحداً للوصول إلى اتفاق حكومة كفاءات جديدة، مهددا بأنه قد يلجأ إلى خيارات أخرى في حال لم يتم التوصل لاتفاق. وأعلن زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، في أعقاب لقائه بالرئيس التونسي المنصف المرزوقي، أول أمس، أن الحركة متمسكة بعلي العريض رئيسا للوزراء، رافضا بذلك مطالب المعارضة بتشكيل حكومة إنقاذ بقيادة شخصية مستقلة. وتتواصل الاعتصامات أمام المجلس التأسيسي (البرلمان) بالآلاف، ولكنها منقسمة بين معارضين مطالبين بحله ومؤيدين متمسكين بالشرعية مهما كان الثمن. ونقلت “رويترز” عن إحدى المحتجات في شارع باردو بالعاصمة تونس، قولها إنه “يجب حل هذه الجمعية ودستورها، لأنهم ليسوا حكومة.. إنهم إرهابيون”، مضيفة “نحن مستعدون لأي سيناريو سواء أكان احتجاجات أو حربا”. كما نقلت الوكالة عن إحدى مؤيدات حركة النهضة بالقرب من باردو قولها، إنها كانت سجينة سياسية في عهد بن علي وتعرضت للتعذيب “وأرفض أن أعود للعيش تحت القمع والإذلال”، مضيفة “لا نريد إراقة الدماء، لكننا مستعدون للموت في سبيل العدالة”.