السبسي يشدد على إلغاء كل المؤسسات الدستورية والغنوشي يرفض تشهد عدة مدن تونسية مظاهرات بالآلاف مساندة للشرعية، وأخرى مطالبة برحيل الحكومة، خاصة بعد أن انضم اتحاد الشغل إلى صف المطالبين برحيل الحكومة. فيما أكد راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم، أن شرعية المجلس التأسيسي خط أحمر. فيما انفجرت، أمس، عبوة ناسفة استهدفت دورية للحرس الوطني بولاية بن عروس جنوب العاصمة تونس دون أن تخلف ضحايا، بينما تمكن الجيش من تفكيك أربع قنابل في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر. وتظاهر الآلاف من أنصار الحكومة التونسية ومن معارضيها، ليل الثلاثاء إلى الأربعاء، وتجمع عدد كبير من أنصار حزب النهضة الحاكم في ضاحية باردو قبالة مقر المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، فيما نظم المعارضون تظاهرة مضادة ضد “الإرهاب” وطالبوا بحل المجلس التأسيسي ورحيل الحكومة. وفي هذا السياق، قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في تصريحات صحفية أدلى بها، أمس، إن “هناك جهات تستهدف المسار الانتقالي في تونس وأمن واستقرار البلاد”، مشددا على أن “شرعية المجلس الوطني التأسيسي خط أحمر”. وخلال اجتماع طويل، مساء أول أمس، مع منظمة الأعراف وما يعرف ب”جبهة الإنقاذ” التي تضم أحزابا معارضة، طالب اتحاد الشغل، وهو أكبر منظمة نقابية بنحو 500 ألف منخرط، بحل الحكومة دون تحديد مهلة، لكنه لم يدع إلى حل المجلس الوطني التأسيسي. وقال الأمين العام المساعد للاتحاد، سامي الطاهري، لإذاعة موزاييك الخاصة، إن “الاتحاد يدعو إلى حل الحكومة وإنشاء حكومة كفاءة تشكلها شخصية توافقية”، مضيفا أن الاتحاد يؤيد تصويت المجلس التأسيسي على مشروع الدستور، على أن يراجعه خبراء مستقلون. من جهته، جدد رئيس حزب حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي، أمس الأول، دعوته إلى حل جميع الهياكل المنبثقة عن انتخابات 23 أكتوبر واعتبرها هياكل فاشلة، وذلك خلال لقائه رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر. ورفض رئيس الوزراء التونسي علي العريض، يوم أمس، دعوات استقالة الحكومة، متهما المعارضة بمحاولة الانقضاض على الحكم والدفع بالبلد إلى “المجهول”، كما أعلن أن الدستور سيكون جاهزا في أوت المقبل وأن الانتخابات العامة ستجرى يوم 17 ديسمبر المقبل. ولوّح العريض في كلمة بثها التلفزيون التونسي “باستفتاء الشارع التونسي” بشأن بقاء حكومته أو رحيلها، قائلا إن الحكومة ستواصل أداء واجبها، “فنحن لدينا واجب، وعندما نتحمّل المسؤولية نتحمّلها إلى الآخر”.