الزّكاة هي ثالثة أركان الإسلام الخمسة، وقرنت بالصّلاة في اثنتين وثمانين آية. والأصل في وجوبها قبل الإجماع قوله تعالى: {وآتُوا الزّكاة} في كم من سورة، وقوله جلّ ذِكره: {خُذْ من أموالِهِم صدقة تُطَهِّرُهم وتُزَكِّيهِم بها وَصَلِّ عليْهِم إنَّ صَلَوَاتُك سَكَنٌ لهُم واللهُ سميعٌ عليمٌ} التوبة:103. قال ابن جرير: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ”لمّا أطلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبا لبابة وصاحبيه، انطلق أبو لبابة وصاحباه بأموالهم فأتوا بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: خُذ من أموالنا فتصدَّق بها عنّا وصلّ علينا.. يقولون استغفر لنا وطهّرنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لا آخذ منها شيئًا حتّى أومر”. فأنزل الله: {خُذْ من أموالِهِم صدقة تُطَهِّرُهم وتُزَكِّيهِم بها وَصَلِّ عليْهِم إنَّ صَلَوَاتُك سَكَنٌ لهُم}. يقول استغفر لهم من ذنوبهم الّتي كانوا أصابوا، فلمّا نزلت الآية أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جزءًا من أموالهم فتصدّق به عنهم. والحديث النّبويّ الشّريف الّذي رواه ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة وحجّ البيت وصوم رمضان” أخرجه البخاري ومسلم. وأخبار كثيرة أخرى فمَن جحد بها كفر وإن صدق بوجودها وامتنع من أدائها أُخِذَت منه قهرًا لأنّها حق للسّائل والمحروم.