كانت موائد الصائمين بمدينة بريكة في باتنة، لا تخلو من أطباق اختلفت فيها أنواع من الكسرة أهمها “الحرشاية” و“كسرة الشحمة” و“كسرة القمح والشعير” التي تتزين بها الموائد، وكان لا يمكن للنسوة قبل سنوات طوال الاستغناء عن هذه الأنواع لما لها من مذاق طيب والمزوّدة بمواد طاقوية غذائية ضرورية لجسم الصائم بعد يوم من الإرهاق وفقدان للحيوية والطاقة. عزفت النساء في بريكة عن تحضير “كسرة الحرشاية” لصعوبة طهيها، حيث تخبز من مادة الشعير الخشن والأحرش والماء الدافئ والملح، مع بقائها لأزيد من ثلاث ساعات لتتخمر، ثم تطهى على الطاجين وتقدم ساخنة للأكل•. وهناك نوع آخر من الكسرة كان مشهورا ومطلوبا من الصائمين، وهي “كسرة الشحمة” ومن تسميتها يعرف القارئ مكوناتها، التي تبرز مادة الشحمة المطهوة داخلها بشكل جيد لمنحها مذاقا طيبا ومن السميد والملح والماء الدافئ، فتقوم بخلطهم سويا ثم تضاف لهم الشحمة في المنتصف لإعطاء النكهة وأخذ تسمية هذا النوع من الكسرة، ويستحب تناولها ساخنة أو أن تكون ساخنة قليلا وعادة ما تصاحب طبق “الشربة” أو ما يعرف كذلك “بالجاري” بولايات الشرق الجزائري• وعوّضت النسوة “الباريكيات” نوعي الكسرة هاتين إن لم تكن النسبة الأكبر منهن ب “خبز الدار” و“المطلوع” باعتباره سهل الطبخ والإعداد، كما لا يأخذ وقتا طويلا ككسرة “الحرشاية” التي كثيرا ما تفشل العديد من النسوة في طبخها، لتتنازل عنها سواء أمام “خبز الدار” أو حتى الخبز الذي يباع في المخابز لكسب بعض الوقت.