إنّ هذا المنهج معناه أن يستمتع الإنسان بمزاياه كمنهج وضعه له خالقه الّذي يحبّه كخليفته في الأرض، ليصل الأرض بالسّماء محفوفًا بجلال الوحدانية وجمال الرّحمة الربّانية، منهج بريء من جهل الإنسان وهوى الإنسان وضعف الإنسان وشهوة الإنسان، منهج لا محاباة فيه لفرد ولا لطبقة ولا لشعب ولا لجنس ولا لجيل من البشر على جيل، لأنّ الله عزّ وجلّ ربّ الجميع، خلق الخلق بقدرته وعلمه وأحبّه برحمته ولطفه.. فيقرب إليه من أطاع ويداوي من عصى ويرحم بفضله ويعاقب بعدله.. فالله تعالى لا تخالجه شهوة المحاباة لفرد أو طبقة أو شعب أو جنس أو جيل، تعالى سبحانه عن ذلك علوًا كبيرًا.. هذا الربّ الكريم الحليم العظيم الّذي يرد على السّماوات والأرض والجبال حين أرادوا النّيل من هذا الإنسان الضعيف لانحرافه عن المنهج القويم بقوله: ”اتركوني وخلقي فلو خلقتموهم لرحمتموهم فإن أطاعوني فأنا حبيبهم وإن عصوني فأنا طبيبهم”... ثمّ إنّ من مزايا هذا المنهج أنّ صانعه هو خالق الوجود بأسره خالقه بالكلمة المقدسة لا بالمعالجة {إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون}.. فهو سبحانه صانع هذا الإنسان وجعل لصيانة هذه الصنعة منهجًا يضمن الحياة الطيِّبة والسّعادة في الدارين لمَن أطاع.. فهو سبحانه صانع هذا الإنسان الّذي يعلم حقيقة فطرته والحاجات الحقيقية لهذه الفطرة كما يعلَم منحنيات نفسه ودروبها ووسائل خطابها وإصلاحها..